البوابة 24

البوابة 24

تعادل 10 أضعاف ما حدث في المغرب وليبيا.. تحذير من كارثة تدميرية تهدد مصر

انهيار سد النهضة
انهيار سد النهضة

كشفت وسائل إعلام محلية، أن "سد النهضة" سيعرض مصر لكارثة ستكون عواقبها 10 أضعاف، وستفوق عواقبها ما حدث في ليبيا والمغرب، بسبب إمكان تعرضه للانهيار.

وجاء ذلك عقب إعلان المركز "الأورومتوسطي" لرصد الزلازل، حدوث هزة أرضية قوتها 5 درجات وفق سلم ريختر في "إريتريا" خلال الساعات الأخيرة من مساء الأربعاء، على عمق 12 كم، وذلك بالقرب من إثيوبيا، لافتًا إلى أن مركز الزلزال وقع على بعد 59 كم شرق العاصمة الإريترية أسمرة، والتي يسكنها ما يقارب 563 ألف نسمة، بحسب ما نقله موقع "صدى البلد" في تقرير له.

كارثة تصل حد الطوفان

3.jpg
 

وفي هذا الصدد، كشف أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية والري بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي،  إن سد النهضة ممتلئ بحوالي 41 مليار متر مكعب، وهذه الكمية كبيرة جدا جدا، وإذا حدث به أي تشقق أو انهيار جراء الهزات الأرضية والزلازل، فهذا يعني كارثة هائلة تهدد السودان وتصل إلى حد "الطوفان".

 ولفت "شراقي"، إلى أن ما حدث في ليبيا من كارثة بسبب السدود التي انهارت جراء العاصفة "دانيال"، كان انهيار سدود صغيرة بها ملايين الأمتار المكعبة من المياه، لذلك فإن سد النهضة الممتلئ بـ 41 مليار متر مكعب ستكون آثاره كارثية ومدمرة إلى حد كبير وسيهدد بأضعاف أضعاف الكارثة الليبية.

واستطرد "شراقي"، في تصريحات لـ"صدى البلد": أنه إذا وقع انهيار في سد النهضة، سيتحول إلى كارثة بناءً على الأرقام ستكون 10 آلاف ضعف ما حدث بسبب السدود الليبية، مما سيهدد حياة 20 مليون سوداني يعيشون على النيل الأزرق.

 هذا بالإضافة إلى، انهيار المنشآت السودانية، والسدود الخاصة بها على النيل، مما يترتب عليه وجود كميات مياه إضافية ستضاف إلى الكارثة، مما يهدد الملايين بكارثة إنسانية أكبر بكثير في حال سقوط سد النهضة في الوضع الحالي، متسائلا: "وكيف سيكون الوضع في حال وصوله إلى السعة المستهدفة وهي 74 مليار متر مكعب؟".

ونوه خبير الجيولوجيا والموارد المائية، إلى أن ما حدث في ليبيا هو كارثة غير متوقعة، على الرغم من أنه أمر طبيعي يحدث في عدد من  المناطق مثل السواحل الأمريكية على المحيط الأطلنطي، والسواحل الهندية، لذلك هو أمر غير معتاد على البحر المتوسط.

اقرأ أيضًا:

أعاصير بالقرب من سد النهضة

2.JPG
 

وتابع "الخبير"، أن هذا يعني أن الكوارث الطبيعية قد تحدث في أماكن غير مألوفة وغير متوقعة، وبالتالي فإن حدوث زلازل أو أعاصير بالقرب من سد النهضة هو أمر يمكن حدوثه، ويهدد بكارثة كبيرة جدا، لاسيما وأن هضبة الحبشة هي منطقة نشطة لجهة الزلازل والهزات الأرضية.

والسياق ذاته، أشار "الخبير"، إلى أن حوادث سقوط وانهيار بالسدود والمشروعات المائية وقعت بالفعل في إثيوبيا، على سبيل المثال مشروع سد جيبا 2 على نهر أومو في إثيوبيا، والذي سقط بعد افتتاحه بـ 10 أيام في يناير 2010، وتم تدميره مرتين قبل الافتتاح، والشركة التي نفذت المشروع هي نفس الشركة التي تتولى بناء سد النهضة حاليا.

 بينما انهار المشروع الثاني في إثيوبيا فهو سد تاكيزي على نهر عطبرة والذي افتتح عام 2009، وانهار جزء منه عام 2007 أثناء العمل، ثم انهار عام 2009 قبل أيام من الافتتاح وراح ضحيته حوالي 50 شخصا.

وأردف "شراقي"، أن الصخور التي تم بناء سد النهضة هي صخور نارية ومتحولة وشديدة التشقق والتحلل، علاوة على المبالغة الشديدة في زيادة سعة خزان سد النهضة من 11.1 مليار متر مكعب كما جاء في الدراسات الأمريكية إلى 74 مليار متر مكعب بدون دراسات هندية دقيقة، فضلًا عن أن سد النهضة يبعد حوالي 500 كلم متر فقط عن أكبر فالق على سطح الأرض هو "الأخدود الأفريقي العظيم" الذي يقسم إثيوبيا إلى نصفين.

اقرأ أيضًا:

الأولى عالميًا في شدة الانجراف

وأكد "شراقي"، إن إثيوبيا هي الأولى دوليًا في شدة انجراف التربة والطمي، وهطول المياه عليها بغزارة في يوليو وأغسطس وسبتمبر، ويبلغ متوسط التصرف اليومي إلى أكثر من 600 مليون متر مكعب مما يمثل فيضانات قوية، وتنتشر ظاهرة الانزلاقات الأرضية وتساقط الصخور في كافة أنحاء إثيوبيا، وذلك بسبب التشققات وهطول الأمطار الغزيرة وقوة اندفاع المياه والفيضانات الطميية.

ويشار إلى أن إثيوبيا من أكثر الدول الأفريقية نشاطا زلزاليا، حيث شهدت 8 زلازل خلال الـ 5 السنوات الأخيرة بلغت قوتها بين 4 و 5.2 على مقياس ريختر، كما كشفت إحدى الدراسات الإثيوبية أن هناك العشرات من المشروعات والسدود التي انهارت، بحسب ما ذكره الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية والري بجامعة القاهرة.

ويذكر أن الكوارث الطبيعية، ينتج عنها الكثير من الخسائر البشرية والمادية، لاسيما وأن هذه الكوارث تحدث بشكل مفاجئ في التوقيت والشدة، مثل ما فعلته العاصفة "دانيال" في مدينة درنة الليبية من انهيار سدين في المدينة وتدمير ما يقرب من 5 جسور وكباري، علاوة على اقتلاع أشجار وهدم مبان كثيرة، كما أوجت بحياة ما لا يقل عن 5300 شخص، بينما لايزال البحر يدفع بعشرات الجثث إلى الشاطئ.

روسيا اليوم