البوابة 24

البوابة 24

بعد اللون الأخضر.. كتل بيضاء غريبة تكسو شاطئ محافظة مصرية.. ما القصة؟

كتل بيضاء غريبة تكسو شاطئ محافظة مصرية
كتل بيضاء غريبة تكسو شاطئ محافظة مصرية

بعد اختفاء اللون الأخضر الذي ملأ شاطئ "مدينة بورسعيد" شمالي مصر، الأسبوع الماضي، ظهر شيء غريب مرة أخرى بالشاطئ، وهو عبارة عن كتل البيضاء التي أثارت قلق وإزعاج المصطافين.

وأثيرت حالة من الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عقب تداول المصطافون مجموعة من الصور، صباح أمس الأحد، تظهر فيها الكثير من الكتل والرغاوٍ بيضاء اللون على شاطئ بورسعيد المطل على البحر الأبيض المتوسط، معبرين عن انزعاجهم منها، لاسيما وأنها تأتي بعد أيام من ظهور لون أخضر بشواطئ المحافظة التي أتضح لاحقا أنها تجمع مفاجئ للطحالب الخضراء، بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

زبد البحر

وفي هذا الإطار، أوضح عميد كلية العلوم جامعة بورسعيد، الدكتور فريد إبراهيم الدسوقي، أن هذه الكتل يطلق عليها اسم "زبد البحر"، وأن الظاهرة طبيعية آمنة.

وأشار "الدسوقي"، إلى إن سبب الظاهرة يعود إلى أن البحر يقوم بتنظيف نفسه بنفسه ومع زيادة شدة الأمواج يتم قذف بعض الرغاوي العائمة إلى رمال الشاطئ، مضيفًا أنه لوحظ أن زبد البحر أبيض اللون وعديم الرائحة، مما يدل على عدم وجود ملوثات وبالتالي فإن وجود المادة العضوية وهي الدهون وقد يكون السبب ترجع هو أن هذا هو موسم صيد أسماك السردين حاليًا.

اقرأ أيضًا:

ظاهرة طبيعية

كما كشف رئيس قسم علوم البحار بكلية العلوم جامعة بورسعيد، الدكتور محمد إسماعيل، أن هذه الظاهرة تحدث في كل البحار حول العالم بسبب الاختلاط الشديد للشوائب والمواد العضوية والأملاح والنباتات الميتة والأسماك المتعفنة التي تحملها مياه البحر، مما ينتج عنه رغوة خفيفة للغاية، ولكنها تتسع في بعض الأحيان إلى مسافة خمسين كيلومتراً، موضحًا أن هذه الكتل تتشكل من تركيزات أعلى من المواد العضوية المذابة بما في ذلك البروتينات، واللجنين، والدهون.

وأردف رئيس قسم العلوم البحرية، إن زبد البحر يتكون عادة من مزيج من المواد العضوية المتحللة، على رأسها العوالق الحيوانية والعوالق النباتية والطحالب والدياتومات والبكتيريا، والفطريات، والأوليات ومخلفات النباتات الوعائية، إلا أن كل حالة من زبد البحر تختلف في خصائصها الدقيقة، لافتًا إلى أنه في معظم المناطق، يتكون زبد البحر بشكل أساسي من البروتين، وهو الغالب في الرغاوي الجديدة والقديمة، علاوة على الليبيدات والكربوهيدرات.

وأشار "إسماعيل"، إلى إن هناك أيضًا اختلافات موسمية في تركيبة زبد البحر، حيث تشهد بعض المناطق وجود موسمي لحبوب اللقاح، يمكنه تغيير كيمياء زبد البحر، على الرغم من أن الرغاوي غير سامة بطبيعته، مشددًا على أنه يمكن أن يتضمن على تركيزات عالية من الملوثات التي قد تجتوي على مركبات بترولية ومبيدات آفات ومبيدات الأعشاب.

ظاهرة أزعجت المصريين

والجدير بالإشارة أن مياه البحر الأبيض المتوسط قد شهدت الأسبوع الماضي ظاهرة غريبة، حيث غطى اللون الأخضر شواطئ مدينة بورسعيد، فتساءل الكثيرين هل هو ظاهرة غير ضارة أم تحذير من أمر ما؟، لاسيما بعد زلزال المغرب وعاصفة دانيال في ليبيا.

كتل طحالب خضراء

4.JPG
 

ومن جهتها، أشارت كلية العلوم بجامعة بورسعيد، إلى أن هذه العوامل هي التي تسببت في وصول كتل الطحالب الخضراء هذه إلى الشريط الساحلي بعرض بضعة أمتار، من 5 إلى 20 مترًا، وتختلف مساحة هذه الكتل باختلاف التيارات البحرية.

وأردفت "الكلية"، لقد لوحظ أيضًا أن أمواج البحر تقذف بتلك الطحالب على رمال الشاطئ، ثم تجف مع مرور الوقت وتختفي تدريجيًا، نظرًا لعدم ملائمة الظروف الشاطئية وزيادة حرارة المياه لمعيشة تلك الطحالب العالقة والتي يقذفها البحر بأمواجه على رمال الشاطئ.

اقرأ أيضًا:

والجدير بالذكر أن تلك الظاهرة تعتبر آمنة للغاية ولا تشير إلى وجود أي ملوثات، بناء على الفحوصات والقياسات الميدانية والتحليلات المعملية اللاحقة للعينات المأخوذة من المياه والطحالب العالقة التي تحتويها من المنطقة الساحلية، بحسب ما ذكرته كلية العلوم بجامعة بورسعيد.

 

العربية