في واقعة فجعة تدمي القلوب، قام متطوع ليبي بإحدى فرق الإنقاذ لانتشال إحدى الجثث العالقة تحت أنقاض إحدى المباني، ليكتشف أنها جثّة والده المفقود بسبب الفيضانات القوية التي ضربت مدينة درنة شرق ليبيا.

وخيمت حالة من الحزن على وسائل التواصل الاجتماعي، عقب تداول مقطع فيديو، ظهر فريق إنقاذ وهو ينتشل جثة من تحت الأنقاض، ليعلو فجأة صوت نحيب وبكاء، أكد ناشرو الفيديو إنه صراخ أحد أفراد الإنقاذ لم يستطع تمالك نفسه من شدة الصدمة، بعدما تعرّف على جثة والده خلال مشاركته في عمليات البحث.

آلاف المفقودين

والجدير بالإشارة أن فرق الإنقاذ والمتطوعون يواصلون البحث عن آلاف المفقودين تحت أنقاض البنيات المدمرة في البحر وعلى الشواطئ، وربما تستغرق المهمة عدة أسابيع، فيما تنتظر العائلات العثور على أحبائها.

وفي هذا الإطار، أعلن عثمان عبد الجليل، وزير الصحة بالحكومة المدعومة من البرلمان، في مؤتمر صحفي مساء الاثنين، عن تلقي وزارة الداخلية ما يقارب 4000 بلاغ لأشخاص مفقودين، لافتًا إلى أنّه لا يمكن اعتبار المفقودين موتى.

أحصائيات ضحايا الفيضانات في ليبيا

واردف "عبد الجليل"، أن أحدث الإحصائيات تؤكد أن هذه الفيضانات أسفرت عن 3338 حالة وفاة في المناطق المنكوبة، مشددًا على صعوبة معرفة أعداد المفقودين، نظراً لحجم الكارثة، لاسيما في مدينة درنة.

علاوة على الخسائر البشرية، حيث نتج عن السيول الجارفة دمار شامل للعديد من مناطق شرق ليبيا، وخصوصًا مدينة درنة، التي اختفت منها أحياء بأكملها وانهارت البنية التحتية بشكل لا يصدق.