في واقعة مروعة تشبه تفاصيلها تشبه أفلام الرعب شهدت منطقة عالية في لبنان، جريمة قتل بشعة بعد أن أقدمت سيدة على قتل زوجها بالسمّ وأحرقته "بالأسيد" بمساعدة شابين.

استدرجت امرأة من منطقة البساتين في "قضاء عالية" زوجها لتناول طبق الملوخية بعد أن وضعت السم فيه، مما أسفر عن وفاته في منزله الموجود في "عالية".

وبمساعدة شابين سوريين تمكنت السيدة من نقل الجثة إلى منطقة غابات، حيث سكبت عليها كميّة من مادة "الأسيد" بهدف تحلّلها قبل رميها.

الوالد أبلغ عن غياب ولده

وأكدت القوى الأمنية اللبنانية على حدوث الجريمة وكشفت كافة التفاصيل، حيث أفاد أحد المواطنين بتاريخ 26-08-2023، أن ابنه ف.ع (مواليد 1976، لبناني) غادر منزله الواقع في البساتين- عاليه في الساعة 21: 00 تقريبا، يوم 20 أغسطس 2023 ولم يعد حتى الآن.

وعلى الفور، تم توجيه شعبة المعلومات للبدء بالإجراءات التحقيقية والفنية لتوضيح ما حدث له، وبعد عملية البحث التي نفذتها الدوريات في مدينة البساتين، وبالتعرف على زوجة والمفقود ل.ن. دكتورة.. (مواليد 1980، لبنانية) وعن المعلومات المتوفرة لديها، وذكرت أنه في ليلة 20 أغسطس 2023، وصل شخص مجهول بسيارة مجهولة وخرج معه زوجها في اتجاه مجهول، وتعتقد أنه ذهب إلى سوريا.

ولم تتقدم "الزوجة" بادعاء، حيث سبق للزوج المفقود أن تغيب عن المنزل لعدة أيام بنفس الطريقة، اتصل بها عدة مرات عبر "واتساب" وأخبرها أنه بخير.

وعليه، بدأت الوحدات المختصة بتحليل المعلومات التي قدمتها زوجة المفقود، حيث ثبت بقاء الموقع الجغرافي لرقم هاتف زوجها في منطقة البساتين من تاريخ 20 أغسطس 2023 وحتى 26 من نفس الشهر، مما أثار الشكوك حول المعلومات التي قدمتها الزوجة، كما وتبين نتيجة التحقيقات وجود خلافات بين المفقود وزوجته، وصدر الأمر بتفتيش منزل الرجل المفقود وإحضار زوجته للتحقيق.

وفي  8 سبتمبر 2023، تم تفتيش منزل المفقود، ونتيجة معاينة غرفة نوم المفقود تبين عدم وجود الفراش على السرير، والعثور على آثار حريق بالقرب من المنزل، وأثناء التفتيش بالقرب من المنزل، تم اكتشاف بقايا معدنية لفراش، فتم القبض على الزوجة واقتيادها إلى مركز التحقيق.

اكتشف خيانتها

وأثناء التحقيق معها أنكرت في البداية أي تورط لها في اختفاء زوجها أو أي خلاف بينها وبينه، وبعد مواجهتها بالأدلة التي تثبت وجود خلاف بينهما نتيجة علاقتها الغرامية بشخص من الجنسية السورية، علاوة على أدلة تثبت قيامها بحرق السرير بعد اختفاء زوجها، اعترفت بأنها قامت بأنها على علاقة مع ف.ع (مواليد 1972، سورية) صديق زوجها، الذي يعيش في مدينة بيصور.

وبعد أن شك زوجها بوجود هذه العلاقة، منعها من التواصل معه أو الاجتماع به، لذا قررت التخلص منه وقتله، ولهذا الغرض، اشترت سمًا قاتلًا، وبدأت التحضير للقتل بعد أن أخبرت حبيبها بالأمر ووافق على ارتكاب الجريمة معه.

وفي 20 أغسطس 2023، ارتكبت جريمة من خلال وضع كمية كبيرة من السم في طعام زوجها، بعد أن استدرجته لتناول "الملوخية" وهي وجبته المفضلة.

شهادات متضاربة للزوجة

وبعد التأكد من وفاته، قامت بمساعدة عشيقها بنقل الجثة إلى قرية رأس الجبل في عاليه بسيارتها المرسيدس، وفي اليوم التالي، أحرقت السرير لأنه أطلق رائحة كريهة في المنزل، وأضافت أنها ارتكبت الجريمة بمفردها، وساعدها عشيقها في نقل الجثة إلى مدينة عاليه.

وجاءت أقوال المتهمة متطابقة مع الوقائع الفنية وإفادات الشهود، وتم العثور على جثة الضحية في منطقة رأس الجبل بعاليه، حيث تم التأكد من خلال تحليل الحمض النووي أنها تعود له.

ونتيجة إجراءات المدعو (ف.أ) لإلقاء القبض عليه، تبين هروبه بطريقة غير شرعية إلى الأراضي السورية عبر مدينة عين عطا، كما تم إلقاء القبض على من شارك في عملية التهريب التي قام بها.

ويذكر أن تم تسليم جثة الزوج إلى عائلته، وأجري المقتضى القانوني بحق (ل. ن. د.) وأودعت المرجع المختص بناء على إشارة القضاء، وتم تعميم بلاغ بحث وتحرٍّ بحق (ف. ع)، والعمل مستمرّ لتوقيفه.