البوابة 24

البوابة 24

حريق عرس الحمدانية.. عاملان تسببا في كارثة بقاعة أفراح في العراق (فيديو + صور)

حريق عرس الحمدانية
حريق عرس الحمدانية

خيمت حالة من الحزن والصدمة على العراق عامة، ومحافظة "نينوى" خاصة بعد كارثة الحريق الذي نشب في إحدى صالات الأعراس بمنطقة الحمدانية، وأسفر عن وفاة أكثر من 100 شخص، أنحى سكان البلدة التي كان تنظيم داعش أخرجهم منها في السابق باللائمة على عدوين آخرين.

ويعتقد أهالي ضحايا عرس الحمدانية أن الفساد السياسي المزمن والتراخي في تنفيذ اللوائح ساهم في وقوع تلك المأساة.

ورأى بعض القرويين، الذين بدأوا منذ سنوات في بناء حياتهم من جديد بمسقط رأسهم، أن تنظيم داعش المهزوم لم يتمكن من قتلهم، لكن الفساد تمكن من ذلك!

"لم يقتلنا داعش.. ولكن"

ووفقًا لما نقلته وكالة "رويترز"، عن القس "بطرس شيتو"، الذي فقد والديه وشقيقتيه واثنين من أبناء إخوته في الحريق الذي اجتاح قاعة الزفاف المليئة بالسكان في الحمدانية، الشهيرة أيضا باسم قراقوش، قوله: "لم يقتلنا داعش، لكن هذه الكارثة قتلتنا"، وفق ما نقلت رويترز.

وأردف "شيتو"، أنه "في هذا البلد، ننتظر دائمًا وقوع الكارثة ثم نتعامل مع عواقبها"، وتابع متألما "منزلنا أصبح خاليا الآن بسبب الطمع والفساد".

أما فيما يتعلق بعدم التزام أصحاب قاعة الزفاف بمعايير السلامة، علق "شيتو": "ما في شي مطابق للمواصفات في هذا البلد".

ويشار إلى أن "السلطات العراقية"، قد أعلنت أمس الخميس، القبض على 14 شخصاً إثر حريق الثلاثاء، على رأسهم أصحاب قاعة المناسبات، ووعدت بسرعة التحقيق وإعلان النتائج خلال 72 ساعة.

وكانت بداية هذا الحريق، بعد ساعة من بدء حفل الزفاف، عندما أشعلت "الألعاب النارية" الزينة المعلقة في السقف، في قاعة مزدحمة لا توجد فيها أي طفايات حريق أو مخارج طوارئ، هو الأحدث في سلسلة من الحوادث المأساوية التي أسفرت عن مقتل المئات من الأشخاص بالعراق في السنوات القليلة الماضية.

تفشي الفساد والإهمال

2.jpg
 

فمنذ عام 2003، تدهورت جودة الخدمات في البلاد، التي أضعفتها الصراعات المتكررة، بسبب استشراء الفساد الذي لم يعاقب عليه سوى عدد قليل من كبار المسؤولين.

وبعد عقود من الدكتاتورية والقمع الداخلي، اندلع العنف والحرب الأهلية في عام 2003، مما أدى إلى تواجد جماعات متطرفة مثل تنظيم القاعدة، وفي عام 2014، نتيجة للحرب الأهلية في سوريا المجاورة، اجتاح تنظيم داعش شمال العراق واستولى على ثلث البلاد.

1.JPG
 

وكان أغلبية سكان الحمدانية، من المسيحيين، من بين عشرات القرى والبلدات التي سيطر عليها داعش بعد إعلان الخلافة في الموصل، الواقعة بالقرب من الحمدانية، بينما هرب أغلب السكان خوفًا من الاضطهاد والموت على يد المتطرفين.

وفي عام 2016، قامت القوات العراقية وقوات التحالف الدولية، بطرد المسلحين من الحمدانية، في حملة لهزيمة داعش في العراق وسوريا، وعاد العديد من السكان بعد القضاء على تهديد داعش.

إلا أن بعد حريق حفل الزفاف الدامي هذا الأسبوع، يقول البعض إن أي آمال في مستقبل أفضل قد تبددت بسبب واقع الجهود العبثية وغير الناجحة لإعادة بناء وطنهم.

العربية