ترغب العديد من النساء بشدة في تناول الشوكولاتة والأطعمة المليئة بالكربوهيدرات خلال الأيام التي تسبق الدورة الشهرية، مما ينتج عنه زيادة الوزن، وهو من الأمور الشائع عند من يعانون في هذه الفترة من الشهر.

وفي هذا الإطار، كشف دراسة جديدة نُشر مؤخرًا في مجلة "Nature MetabolismTrusted Source"، أن حساسية الأنسولين، استجابة الخلايا لهرمون الأنسولين، تختلف طوال فترة الدورة الشهرية، وتكون أعلى في الأيام التي تسبق الإباضة وأقلها في الأيام التي تسبق فترة الحيض.

الجوع وزيادة الوزن خلال فترة الحيض

وبحسب ما جاء في نتائج الدراسة، فأن "الباحثون" فسروا سبب شعور العديد من النساء بالجوع قبل وقت قصير من الدورة الشهرية، ولماذا يتباطأ التمثيل الغذائي لديهن، ولماذا هم أكثر عرضة لزيادة الوزن.

ومن جهتها، وجهت الدكتورة "كارا ماكيليجوت"، طبيبة التوليد وأمراض النساء، تحذير من أن "هذه دراسة رصدية استكشافية توفر عدد من المعلومات التجريبية المقنعة، ويمكن أن تشير إلى احتمالات إلا أنها لا تثبت صحة هذه الاستنتاجات".

وأردفت "ماكيليجوت": "كانت منهجية هذه الدراسة محدودة للغاية بحيث لا يمكن الاستنتاج بشكل قاطع أن حساسية الأنسولين تنخفض خلال المرحلة الأصفرية من الدورة الشهرية".

مراحل الدورة الشهرية

يتم التحكم في "الدورة الشهرية" من خلال الهرمونات، التي ترتفع وتنخفض مستوياتها طوال هذه الفترة، وتشير هذه الدراسة إلى أن هذه الهرمونات الإنجابية قد تؤثر أيضًا على حساسية الأنسولين.

وقد وجدت الدراسات السابقة نتائج متضاربة بشأن التغيرات في مستويات الجلوكوز في الدم، ومع ذلك، توصلت دراسة حديثة إلى أن مستويات الجلوكوز في الدم تصل إلى ذروتها خلال المرحلة الأصفرية (قبل الحيض مباشرة) وتصل إلى الحد الأدنى قبل الإباضة مباشرة، لذا تحدث الرغبة الشديدة في تناول الطعام عندما تكون مستويات الجلوكوز في الدم في أعلى مستوياتها.

وأشار "الباحثون"، إلى أن النساء النحيفات، أدى عمل الأنسولين في الدماغ إلى تحسين حساسية الأنسولين المحيطية في المرحلة الجريبية، ولكن ليس خلال المرحلة الأصفرية.

تفسير الجوع في فترة الدورة الشهرية

كما أوضح البروفيسور الدكتور "نيلز ب. كرومر"، أن تراجع حساسية الأنسولين في مرحلة ما قبل الحيض يمكن أن يساهم في تفسير الرغبة الشديدة في تناول الطعام والتغيرات في الشهية ووزن الجسم التي تصيب العديد من الأشخاص في هذا الوقت.

وفي السياق ذاته، أكدت هذه الدراسة الصغيرة أن مرضى السكري، يتأثرون بحساسية الدماغ للأنسولين بالدورة الشهرية.

واستطردت "ماكليجوت" إن حالة انخفاض حساسية الأنسولين خلال المرحلة الأصفرية من الدورة الشهرية من شأنها، من الناحية النظرية، زيادة الشهية".

والجدير بالإشارة أنه خلال مرحلة ما قبل الدورة الشهرية، تتراجع مستويات كل من هرمون البروجسترون والإستروجين، لذا تزداد فيه الرغبة في تناول الأطعمة الحلوة، كما تشير الدراسات السابقة إلى أن من يعانون من مرض السكري من النوع الأول، يزيد هرمون الاستروجين من حساسية الأنسولين لديهم.

كما لفتت الدراسات السابقة، إلى أن الناس يرغبون في تغيير ما يتناولونه بناءً على مرحلة الدورة الشهرية، لذلك فإن الرغبة في تناول الكربوهيدرات قبل الدورة الشهرية، والتي قد تكون مصحوبة بزيادة الوزن، منتشرة على نطاق واسع.

وزن زائد غير مستمر

إلا أن الخبر السار هو أن الدراسات السابقة تؤكد أن الوزن غالبًا ما يكتسب في أيام ما قبل الحيض، لكن النساء عادة ما يفقدنه خلال فترة الإباضة، مما يعني أنه لا يوجد تغيير يذكر بشكل عام.

لذلك يوصي الخبراء النساء بضرورة تكييف نظامهن الغذائي وممارسة الرياضة وتغيير الروتين اليومي لهن وفقًا لمرحلة الحيض.

والجدير بالذكر ان هذه الدراسات سلطت الضوء على العلاقة المعقدة بين التقلبات الهرمونية والصحة الأيضية لدى النساء، وقد ينتج عن هذه الديناميكيات إلى تدخلات أكثر استهدافًا للتحكم في الشهية والوزن والصحة العامة أثناء الدورة الشهرية.