تكتيكات "التوقيت المضلل".. مصادر تكشف خدعة إسرائيلية مهدت لموجة اغتيالات واسعة في غزة

الحرب في غزة
الحرب في غزة

كشفت مصادر ميدانية في غزة لصحيفة الشرق الأوسط عن ما وصفته بـ"خدعة في توقيت الإعلان" استخدمتها إسرائيل لتبرير سلسلة من الاغتيالات التي طالت قيادات بارزة في حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

ووفقًا للمصادر، نفذت إسرائيل عمليات الاغتيال مسبقًا لكنها أجلت الإعلان عنها إلى ما بعد بث روايتها بشأن حادث إطلاق النار الذي قيل إن شابًا فلسطينيًا نفذه ضد قوة إسرائيلية قرب طريق مخصص للمساعدات الإنسانية جنوب غزة.

وبعد نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يظهر إطلاق النار على الشاب ومن ثم مقتله، استخدم الحادث كغطاء لتبرير الاغتيالات، رغم أن الأخيرة وقعت قبل الإعلان عن الهجوم.

رد حماس وتشكيك في الرواية الإسرائيلية

سارعت حركة حماس إلى التشكيك في الرواية الإسرائيلية، وأصدر عضو مكتبها السياسي عزت الرشق تصريحًا طالب فيه بالكشف عن هوية الشاب المتهم بإطلاق النار، مؤكداً أن الحركة ليست طرفًا في الحادث ولم يكن لها علاقة به.

منفذ العملية

كشفت مصادر فلسطينية من داخل وخارج حماس أن منفذ العملية هو خليل ناجي (28 عامًا)، من سكان دير البلح وسط قطاع غزة، والرجل متزوج وأب لثلاثة أطفال، أحدهم ولد خارج القطاع خلال مرافقة والدته جدته في رحلة علاجية، فيما يعيشان الطفلان الآخران مع جدتهما.

وأوضحت المصادر تفاصيل إضافية حول وضعه، حيث أكدت أن حالته المالية جيدة جدًا مما يطرح علامات استفهام حول الدافع وراء العملية، وتعرض سابقًا لإصابة خطيرة في مسيرات العودة أدت إلى بتر قدمه اليسرى وتركيب طرف صناعي.

وكان يعمل في قيادة جيب لتأمين دخول المساعدات عبر معبر كيسوفيم، وهو الطريق ذاته الذي شهد مقتله ولا ينتمي لأي فصيل فلسطيني، والسلاح الذي استخدمه عارية من أحد أصدقائه ويستخدم عادةً في مهامه المتعلقة بتأمين البضائع، كما اشترى مؤخرًا كمية كبيرة من المعلبات لبدء مشروع تجاري خاص.

وبحسب مصادر مقربة من العائلة، كان ناجي قد تعرض لمحاولة سرقة بضائع في المكان نفسه قبل فترة، ويرجح أنه توجه إليه مرة أخرى دون تنسيق مسبق لردع اللصوص، في حين تواصل أجهزة أمن حماس التحقيق لكشف مزيد من التفاصيل.

موجة اغتيالات

تبين أن القيادي المغتال علاء الحديدي، من كتائب القسام، يشغل منصب مسؤول الإمداد والتسليح في ركن التصنيع بالكتائب، وكان يتولى توزيع مختلف أنواع الأسلحة خلال الحرب، وأدى قصف سيارته غرب غزة إلى مقتله ومقتل مساعده خليل السري، إضافة إلى طفلين كانا يمران قرب موقع الاستهداف.

مجزرة في النصيرات

في مخيم النصيرات، أدى قصف منزل عائلة غالب أبو شاويش إلى مقتله مع 10 من أفراد عائلته، بينهم زوجته وابنه واثنتان من بناته، فضلًا عن إصابة آخرين، وتؤكد مصادر من حماس أن أبو شاويش كان قائد سرية في كتيبة النصيرات التابعة لكتائب القسام.

اغتيال مصطفى أبو حسب الله

طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت شقة سكنية في النصيرات، مما أدى لمقتل مصطفى أبو حسب الله، إمام مسجد الفاروق وقيادي محلي في جهاز الدعوة بحماس، وبحسب الصحيفة، كان من الشخصيات التي استعانت بها كتائب القسام مؤخرًا ضمن إعادة هيكلة بعض مراكزها القيادية.

استهداف مبنى نازحين في حي النصر

وفي مدينة غزة، أدى قصف لشقة داخل مبنى يضم نازحين في حي النصر إلى مقتل خمسة فلسطينيين على الأقل، من بينهم علاء الخضري، أحد أبرز عناصر الوحدة الصاروخية في حركة الجهاد الإسلامي.

جهد استخباراتي مكثف

تشير المصادر الميدانية إلى أن إسرائيل استغلت حادث إطلاق النار لنشر رواية تغطي على سلسلة الاغتيالات التي سبقتها، مؤكدة وجود منظومة استخبارات إسرائيلية تعمل بلا توقف داخل القطاع، تشمل:

  • طائرات استطلاع ومسيرات تجسسية تحلق بشكل دائم.
  • قوات خاصة تنفذ تحركات ميدانية سرية.
  • شبكة من العملاء المحليين.
  • أنظمة تكنولوجية متقدمة لتحليل المعلومات وتعقب الشخصيات المطلوبة.

وتضيف المصادر أن الاغتيالات تتم فور توفر أي فرصة، حتى دون وجود اشتباك مباشر، كما حدث مع عدد من القيادات التي جرى استهدافها خلال الأيام الأخيرة.

وكالات