ينتاب البعض شعورًا دائمًا بالنوم، ويكون من الصعب عليهم مقاومته، فهو ليس مجرد حدث عارض، وهو ما يعرف بالنوم القهري، ويكون هذا الاسم بسبب الحاجة القهرية للنوم التي تتحكم في المريض.
ولا يرتبط النوم القهري بمرحلة عمرية محددة، فقد يصيب أي شخص، إلا لانخ يظهر بصورة كبيرة في مرحلة الشباب، ولهذا المرض مخاطر ضخمة على الصحة في حال لم يتم علاجه.
أعراض النوم القهري
ونظراً لعدم فهم المرض وتشخيصه، قد يتعايش الشخص معه لسنوات طويلة دون أن يعرف حالته، لذلك يجب معرفة الأعراض لطلب المساعدة الفورية في حال ظهورها:
الشعور بالنعاس في فترة النهار
يحدث هذا الشعور حتى في حال كان الشخص ينام بشكل كافِ ليلًا، حيث يشعر بنوبات مفاجئة من النعاس، وفي أوقات غير مناسبة، مثل: خلال وجودك في العمل أو حتى وقت قيادة السيارة.
هلوسة ما قبل النوم
وذلك يكون نتيجة الحاجة الشديدة للنوم، وقد يتحدث الشخص بكلام غير مفهوم ونبرة صوت منخفضة لأنه يرغب في أن ينام بشدة.
توقف حركة الجسم
ويحدث ذلك خلال اليقظة، حيث يتوقف جسمه بشكل كلي ويصعب عليه تحريكه، أو يحدث توقف جزئي بسبب ضعف بعض عضلات الجسم مثل: الركبتين أو العنق أو الذراعين أو الفك.
اضطراب النوم
بالرغم من شعور مريض النوم القهري بالنعاس خلال ساعات النهار، إلا أن نومه في الغالب يكون متقطع ومتضطرب ليلًا.
بعض التصرفات اللاإرادية
قد يكون المريض في حالة عدم وعي، فعندما يقاوم هذا النعاس الشديد، يقوم بأفعال تلقائية وغير مفهومة، وقد يقوم ببعض التصرفات ثم ينساها في ما بعد.
النوم المفاجىء
ويكون النتيجة النهائية لكل هذه الأعراض، حيث ينام المريض فعليًا لمدة لحظات أو ساعات.
أسباب النوم القهري
هو أحد من الأمراض المزمنة التي تصيب الجهاز العصبي، وليس هناك سبب واضح للإصابة بهذا المرض، وقد يحدث بسبب عدة عوامل تتفاعل لتؤدي إلى حدوث خلل في الأعصاب.
ويرى بعض الأطباء أن النوم القهري يحدث بسبب نقص في إنتاج المادتين الآتيتين:
- مادة الهيبوكريتين (Hypocretin): والتي تعمل على تنظيم دورة النوم.
- مادة الأوكسين (Auxin): وهي تحفز اليقظة عند الإنسان.
قد تقوم العوامل الوراثية بدور في هذا الأمر، وهناك بعض الجينات التي تتحكم في إنتاج المواد الكيميائية المسؤولة عن نوم الإنسان، وأي خلل في هذه الجينات يؤثر على النوم.
كما تظهر أن وجود بعض التشوهات في أجزاء مختلفة من الدماغ قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات في النوم.
وهناك أسباب أخرى تتسبب في الشعور بالنعاس، إلا أنها غير مرتبطة بمرض النوم القهري، مثل:
- الإصابة بداء المثقبيات الأفريقي البشري، وهو مرض ينتج عن لدغة ذبابة تسي تسي المنتشرة في القارة الإفريقية، والتي تجعل المريض يفقد السيطرة على نفسه ليستغرق في نوم عميق بأوقات مختلفة.
- التعب والإجهاد وعدم أخذ القسط المناسب من النوم إلى أن يصاب الشخص بالنعاس.
علاج النوم القهري
لم يظهر علاجًا نهائيًا لهذا المرض حتى الآن، لكن يوجد بعض العلاجات والنصائح التي قد تقلل من خطورته، وهي كالآتي:
- تناول بعض العقاقير الطبية المنبهة: والتي يتصح بها الطبيب المعالج لتقليل الشعور بالنعاس وتنظيم النوم بصورة أفضل.
- النوم لفترات قصيرة نهارًا: وذلك في حالة الشعور بالنعاس لتجنب النوم المفاجئ الذي يشكل خطورة على المصاب.
- تناول بعض مضادات الاكتئاب: حيث تقلل من الهلوسة التي تحدث بسبب هذا المرض، وتعالج توقف الحركة الذي يصيب المريض في حالة شعوره بالنعاس، والطبيب هو من يحدد الأدوية المناسبة في هذه الحالة.
