البوابة 24

البوابة 24

نشر صور فتيات عاريات جرس إنذار من جرائم الذكاء الاصطناعي.. ما القصة؟

نشر صور فتيات عاريات
نشر صور فتيات عاريات

تتضمن تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي على الكثير من الفوائد المذهلة، إلا أنه على الرغم من فوائده إلا أن واقعة نشر صور "طفلة إسبانية" بعد تجريدها من ملابسها باستخدام هذه التقنية؛ كانت بمثابة جرس إنذار للأسر والمتخصصين، وحتى الجهات الرسمية، للتحذير من جرائم كثيرة ومتنوعة محتملة.

"صور عارية مفبركة"

وفي هذا الإطار، علقت الطبيبة الإسبانية "ميريام الأديب منداري"، على تداول "صور عارية مفبركة" بواسطة الذكاء الاصطناعي لابنتها إيزابيل، والتي تبلغ من العمر 14 عامًا، قائلة: "الصور التي انتشرت واقعية إلى حدّ كبير".

وأضافت "الأم الإسبانية": أن "الذكاء الاصطناعي أدى قام عمله على أكمل وجه؛ ما نتج عنه تعرّض ابنتي للتحرش والابتزاز".

الشرطة الإسبانية فتحت تحقيقًا

3.jpg
 

كما أفادت الصحف المحلية، الأسبوع الماضي، عن فتح الشرطة تحقيق بعد إبلاغ أمهات بانتشار العديد من الصور تم تعديلها باستخدام الذكاء الاصطناعي، لأكثر من 20 فتاة في البلدة التي يبلغ عدد سكانها ما يقارب 30 ألف شخص في مقاطعة "بداخوث".

ووفقًا لما ذكرته صحيفة "إلبايس"، فأن "الشرطة الإسبانية"، تحقق في انتشار صور عارية "مفبركة" لفتيات من خلال الذكاء الاصطناعي في بلدة "ألمندراليخو" الصغيرة الموجودة في جنوب البلاد؛ مما أثار حالة كبيرة صدمة بين الأهالي.

تحرش وابتزاز بـ"الذكاء الاصطناعي"

وكانت البداية بعد ذهاب "إيزابيل" إلى مدرستها ذات يومًا ليخبرها زملاؤها بانتشار عدد من الصور لها وهي عارية تمامًا، وكذلك حصل مع زميلاتها؛ إذ انتشرت صورهن على الهواتف، وبعد عودتها إلى منزلها أخبرت والدتَها بأمر الصور.

وأكدت الدكتورة "منداري"، وهي طبيبة أمراض نسائية؛ على تعرض ابنتها للتحرش والابتزاز بواسطة الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي قام بعمله على أكمل وجه!

والجدير بالإشارة أن الصور تشبه الحقيقية بالفعل، فقد تضطرّ لمشاهدة الصور والتدقيق بها لمرتين و3 مرات لتتأكد من أنها ليست جسد ابنتك، فقد قام الذكاء الاصطناعي بعمله "على أكمل وجه" ووضع جسدًا على وجه ابنتي؛ على حد تعبير والدة "إيزابيل".

أكثر من 20 فتاة ضحايا

2.jpg
 

وأتضح أن عددًا من الفتيات تعرضن لنفس الموقف الذي تعرضت له ابنتها، وقام الآباء والأمهات بعمل مجموعة للبحث عمن يقف وراء نشر تلك الصور "المزيفة"، ليكتشفوا بعد ذلك أن إحدى الفتيات قامت بفعل ذلك بالشراكة مع الذكاء الاصطناعي؛ بحسب ما ذكرته والدة "إيزابيل".

ويشار إلى أن هذه الصور في الأصل صورًا طبيعية لفتيات بملابسهن العادية، وبعضها كان منشورًا على حساباتهن على منصات "التواصل الاجتماعي"، قبل التلاعب بها بواسطة تطبيق يقوم بفبركة الصور ويجرد الشخص من ملابسه؛ وفق هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وقد وصل عدد ضحايا هذا "التطبيق" أكثر من 20 فتاة في "ألمندراليخو"، أو بجوارها، تتراوح أعمارهن بين 11 و17 عامًا.

ضعوا الثقة في الأطفال وامنحوهم الأمان

ومن جانبه، يوصي "جوزيف رامون باريدس برا"، وهو والد "إيزابيل"، بوضع "الثقة في الأطفال ومنحهم الأمان"، مؤكدًا أن "ما حصل سيئ للغاية، لكن علينا أن نعمل على رفع التوعية، وعلى الشرطة والجهات المعنية بأمن المجتمع والمدارس أن ترفع منسوب الحذر والخطر من هذه التقنيات".

قوانين لمكافحة جرائم الذكاء الاصطناعي

كما ناشد والد "إيزابيل"، بضرورة  وضع "قوانين خاصة" للحد من حدوث جرائم الذكاء الاصطناعي، وبأن تدرس المدارس "أخلاقيات استخدام تلك الأنظمة الذكية، فالذكاء الاصطناعي لا يرتكب الجريمة دون "تدخل بشري"؛ فالإنسان هو من يرتكبها بالشراكة مع الأدوات المتطورة والحديثة".

ويجدر الإشارة إلى أن الفتاة المتورّطة في "فبركة الصور" زميلة ابنته وتبلغ 14 عامًا فقط، والقانون لن يعاقب الأطفال ولا يمكن توجيه الاتهامات لهم؛ وفقًا لما ينص عليه القانون الإسباني.

التوعية في المدارس

وأستطرد والد "إيزابيل"، أن المدارس يجب أن تقوم بدورها  في توعية الطلاب بأضرار وعواقب استخدام الذكاء الاصطناعي بهدف العرّي والتشهير والابتزاز؛ لأن قانون العقوبات لن يعوّض علينا أو يحمينا في مثل هذه الجرائم؛ وناشد البرلمان الأوروبي أن يبحث ذلك على مستوى السياسات الوطنية والمحلية.

صحيفة سبق