البوابة 24

البوابة 24

بعد العاصفة دانيال.. عالم فضاء مصري يحذر من كارثة في 3 مدن عربية

تسونامي
تسونامي

قدم عصام حاجي، عالم الفضاء المصري، دراسة عالمية أجرتها جامعة كاليفورنيا في أمريكا وجامعة ميونيخ في ألمانيا، تحذر من تزايد الضغوط المناخية والبيئية التي ستؤدي إلى حدوث فيضانات في "الإسكندرية".

ووفقًا لما جاء في الدراسة التي نشرها العالم "عصام حجي"، المشارك بها، فإن العالم يواجه موجات حرارية غير مسبوقة، ذلك علاوة على الانهيارات الأرضية وحرائق الغابات الأكثر دموية حتى الآن، حيث ترسل لنا المناطق القاحلة علامات تحذير.

"نخسر المعركة ضد تغير المناخ"

وقد نشر "عالم الفضاء"، في الفترة الأخيرة مجموعة من الدراسات الحديثة التي تشير إلى زيادة مخاطر تغير المناخ في عدد من المدن الساحلية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، قائلًا: "إننا نخسر المعركة ضد تغير المناخ الذي يهدد موارد المياه".

تلقي هذه الدراسة الضوء على المخاطر التي تواجهها مدينة "الإسكندرية" في مصر، والمنامة في البحرين، وطنجة في المغرب.

وأردف "حجي"، إنه على الرغم من أن هذه المناطق تبعد عن بعضها البعض آلاف الأميال، إلا أنها تواجه جميعًا تهديدات مناخية مثيرة للقلق بسبب نقص الوعي العام بهذه التهديدات المتزايدة، محذرًا من أن المخاطر التي تواجهها المدن الساحلية في المناطق الجافه تحدث في وقت أقرب بكثير مما كان متوقعا.

وترجع أهمية هذه المدن إلى أن موانئها تصدر موارد الطاقة والسلع الحيوية إلى جميع أنحاء العالم، كما تعتبر بوابة للإمدادات الغذائية الحيوية.

ووجه "عالم الفضاء"، تحذير من أن التراجع السريع لهذه المدن قد يكون له عواقب وتوابع إقليمية وعالمية، وفي دراسة نشرت في مجلة "سيتيز"، توضح الجامعة جامعة ميونخ التقنية كيف أصبحت مدينة الإسكندرية، التي تضم العديد من المواقع الأثرية التابعة لليونسكو ويبلغ عدد سكانها ستة ملايين نسمة، عرضة بشكل متزايد للفيضانات وتآكل السواحل.

والجدير بالإشارة أن الباحثون يرجعون السبب في تلك التهديدات إلى مجموعة من المشاريع العمرانية التي تم تنفيذها خلال العقد الماضي، حيث تم غعطاء الأولوية لتوسيع الطرق السريعة والمناطق التجارية عن طريق ردم القنوات المائية المهمة التي لعبت دورًا أساسيًا في تنظيم حركة المياه، لاسيما عند حدوث العواصف أو السيول.

عواصف وتسونامي

ومن جهتها، عضو الفريق العلمي، "سارة فؤاد"، إن الإسكندرية كانت دائما قادرة على "البقاء على قيد الحياة لآلاف السنين وتحمل الزلازل وارتفاع منسوب سطح البحر والتسونامي والعواصف العنيفة، لكن إدارة الممرات المائية للمدينة ودور العناصر الطبيعية في التصميم الحضري لقد تم تجاهلها على مدار الـ 10 أعوام الماضية"

 وتابعت "فؤاد"، أن الماضي تسبب في تدهور قدرة المدينة على مواجهة التأثيرات البيئية المتزايدة، موضحة أن المدينة أصبحت "واحدة من المدن الأقل قدرة على مواجهة الفيضانات وارتفاع منسوب مياه البحر".

ويشار إلى أن "الباحثون"، استخدم صور الأقمار الصناعية، والاستبيانات في الموقع مع سكان المدينة لتقييم التأثير المجتمعي لهذا التحول العمراني علي تصورات السكان للتغيرات المناخية المترتبة عليه.

وإلى ذلك، تكشف "الدراسة المنشورة " عواقب ردم قنوات المياه وتأثيرها السلبي علي قدرة المدن الساحلية على التخفيف من الظواهر المناخية المتزايدة.

كما لفت "الباحثون"، إلى الدور الحاسم لهذه القنوات يكمن في تبريد مناخ المدينة وفي عملية تصريف المياه المحملة بالطمي إلى البحر، مما يساعد بدوره على نقل الرواسب إلى الساحل، مما سيشكل حصنا طبيعيا ضد التآكل المستمر.

وبدون هذه القنوات المائية، فإن سواحل الإسكندرية يستنزف بشكل متزايد هذه الحواجز الطبيعية التي تحول دون ارتفاع منسوب مياه البحر وزيادة العواصف، وتعمل هذه الأحداث في المدن الساحلية مثل الإسكندرية على تسريع تدهور السواحل وزيادة المخاطر المتعلقة بالمخاطر المناخية.

تغيرات مناخية وبيئية

ووجد "الباحثون" أن تصورات الأجيال الشابة لمخاطر المناخ قد تغيرت، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التحولات العديدة التي شهدتها المدينة علاوة على التغييرات في الواجهة البحرية للمدينة، وأن هذا يعقد الجهود المبذولة للتخفيف من المخاطر الساحلية المتزايدة، وهو ما يفسر ارتفاع الوفيات التي شوهدت من هذه الأحداث على مدى العقد الماضي.

والجدير بالذكر أن التفاعل المعقد بين التغيرات المناخية والبيئية وتصورها العام في المناطق الحضرية الكثيفة يتطلب نهجا تصميميا متكاملا و متعدد الأوجه للتكيف المفقود في العديد من الدول النامية، بحسب ما ذكره عصام حاجي، عالم الفضاء المصري.

روسيا اليوم