بجهوده وتضحياته صنع ملاحم عظيمة وأنشأ جيش القسام الذي سار بقيادته نحو التحرير، وتوحدت مناطق الوطن بكلماته، ودخلت المقاومة مرحلة متقدمة من الصراع مع العدو.
هتف الثوار باسمه في كل أنحاء الوطن، وأصبح أيقونة المقاومة، ودع زوجته وابنه شهداء، كما ودع العديد من زملائه القادة والمجاهدين الذين كتبوا بجهدهم وعرقهم ودمهم فصلاً مشرقاً في تاريخ الجهاد والمقاومة، هو قائد هيئة أركان كتائب القسام، القائد المجاهد محمد الضيف "أبو خالد".
وبعد إعلانه، اليوم السبت، عن بدء عملية "طوفان الأقصى" ردًا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي، يتساءل الكثيرين عن من هو قائد هيئة الأركان في كتائب القسام محمد الضيف "أبو خالد".
اقرأ أيضًا:
"أبو خالد" قائد هيئة الأركان في كتائب القسام
هو من أبرز المطلوبين الفلسطينيين لدى تل أبيب، فقد حاولت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية اغتياله 5 مرات على الأقل سابقا أعوام 2001 و2002 و2003 و2006 و2014.
وبينما يلقبه الفلسطينيون بـ "القائد البطل"، تسميه إسرائيل بـ"رأس الأفعى" و"ابن الموت" والسبب وراء عدد من العمليات العسكرية الكبرى ضد أهداف إسرائيلية، ونجا "محمد الضيف" من العديد من محاولات اغتيال، آخرها في أثناء العدوان على غزة عام 2014، ويكتنف الغموض والسرية نشاط "الضيف"، وتعتبر شخصيته مجهولة للرأي العام، ولا يظهر إعلاميا إلا في قليل ويكون من خلال تصريحات أما مكتوبة أو تسجيلات صوتية.
اقرأ أيضًا:
- "سرايا القدس" تكشف موقفها من عملية " طوفان الأقصى"
- بث مباشر.. الضيف يعلن بدء "طوفان الأقصي" ومئات الصواريخ تسقط على وسط إسرائيل
لم تطلق إسرائيل عليه هذه الألقاب من فراغ، فقد اغتالت واعتقلت أجهزة الأمن الإسرائيلية، منذ بداية تشكيل الجهاز العسكري لحماس نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، أغلبية رجال حماس العسكريين، بينما ظل "محمد الضيف" القيادي في حماس عصيا على الاغتيال.
وخلال محاولات اغتياله، تعرض "محمد الضيف" القيادي في حماس للعديد من الإصابات الخطيرة، حيث فقد عينه وذراعه وساقيه، وأسفرت محاولة عام 2014 عن مقتل زوجته وابنه الرضيع وابنته ذات الـ3 سنوات.
اقرأ أيضًا:
من هو محمد الضيف القيادي في حماس؟
محمد الضيف القيادي في حماس اسمه الحقيقي "محمد دياب إبراهيم المصري"، وشهرته محمد الضيف، ويشغل منصب "القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس".
ولد "محمد الضيف" القيادي في حركة حماس عام 1965 لعائلة من اللاجئين الفلسطينيين الذين اضطروا إلى ترك مدينتهم (القبيبة) في أراضي فلسطين المحتلة عام 1948، بسبب إرهاب العصابات الصهيونية، عاش تجربة النزوح والتشرد في مخيمات اللاجئين قبل أن يستقر في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة.
اقرأ أيضًا:
نشأ القيادي في حركة حماس "محمد الضيف" في أسرة فقيرة للغاية، حيث رأى النور في منزل متواضع سقفه من القرميد في مخيم خان يونس للاجئين، وعانى منذ طفولته من الفقر الشديد، مما اضطره إلى العمل في عدة مهن لمساعدة أسرته، علاوة على عمله مع والده في محل الغزل والتنجيد الذي كان يعمل فيه.
وأجبرته هذه الظروف الصعبة على محاولة إنشاء مشاريع لينفق على نفسه أثناء الدراسة، فأنشأ مزرعة دجاج صغيرة، ثم حصل على رخصة قيادة للعمل كسائق لمساعدة أسرته والإنفاق على نفسه، إلا أن اضطهاده من قبل قوات الاحتلال لم يسمح له بالعمل في أي مهنة، ولتحقيق حلمه الشخصي، إلا أنه أصبح زعيما بارزا لحركة حماس، وتحاول إسرائيل دائما قتله دون جدوى.