قال المحلل السياسي ومدير تحرير جريدة "الأهرام" المصرية، الدكتور أشرف العشري، إن "القاهرة مستمرة في مساعيها لإرساء هدنة فلسطينية - إسرائيلية"، لافتاً إلى أن وزير الخارجية سامح شكري، قام بمجموعة واسعة من التحركات والاتصالات مع الكثير من وزراء الخارجية العرب كالأردن والسعودية وغيرها، وتلقى اتصالات أمريكية وفرنسية وألمانية، داعمة للجهود المصرية.
وأضاف العشري، أنه يتوقع أن يضع "الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، الكثير من الشروط مما سيصعب مهمة الوصول إلى اتفاق هدنة مطولة، لذا فإن الأمور قد تحتاج بعض الوقت".
مصدر إزعاج
وأوضح العشري أن "قضية الأسرى الإسرائيليين لدى الفلسطينيين تمثل مصدر إزعاج اليوم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقد يطيح بحكومته لأن أسر الأسرى والضحايا سيشكلون عامل ردع وضغط على حكومته بمجرد أن تضع الحرب أوزارها، في الساعات القادمة، ليتم التوصل إلى هدنة".
وأشار العشري، إلى أن "الغليان سوف يبدأ في إسرائيل لفتح الحساب وتشكيل لجان تحقيق ومطالبة نتنياهو بالبحث عن مخرج سريع مهما كانت التنازلات، التي سيقدمها وإلا سيواجه العديد من الصعوبات ويلقى نهايته على المستوى السياسي في إدارة الكيان الإسرائيلي، في مقابل نجاحات لحركة "حماس" على الأرض وانهزام للمنظومة العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية، وهو ما سيؤدي إلى قبول الإسرائيليين بأي طروحات ولو كانت عالية السقف، في غضون الساعات القادمة".
نجاح غير مسبوق لـ حماس
وأكد العشري على أن "حماس" اليوم حققت سبقًا لم تحققه أي مقاومة عربية في يوم واحد، وأن ما حدث سوف يغير المعادلة وسط توقعات بأن تطلب "حماس" بالحد الأدنى الإفراج عن كل أسراها في السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى طلب ضمانات بعدم اقتحام المسجد الأقصى بشكل نهائي، ووقف كافة الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة، وإنهاء مراحل الهدن السابقة، التي فشلت فشلاً ذريعاً بسبب عدم التزام إسرائيل، إنما الذهاب إلى هدنة ملزمة وشاملة وخطّية".
ولفت العشري إلى أن "ذلك سوف يؤدي إلى تزكية أوراق "حماس" على أن يكون لها دور في أي تسوية سياسية في المرحلة القادمة، وتكون لاعباً رئيسياً في أي مفاوضات لاحقة قبل مراحل تطبيع عربية سعودية - إسرائيلية".
ونفى العشري ما تم تداوله حول أن "مصر أبلغت إسرائيل بأن "حزب الله" سوف يقتحم المستوطنات في الشمال، في حال قيام تل أبيب بعمل عسكري بري في قطاع غزة".
