في واقعة مأساوية تدمي القلوب، لم يتوقع هذا الرجل الفلسطيني قط أن يعيش هذه اللحظة الكارثية التي وثقتها كاميرات الفيديو في المستشفى الأهلي المعمداني بقطاع غزة.
مشهد لا يوصف
فقد الأب أبناءه فلذات كبده في القصف الوحشي الذي ضرب مستشفى المعمداني، ولم يبق من أطفاله الصغار سوى أشلاء، جمعها الأب في أكياس نايلون تمهيداً لدفنها.
وعند وصوله إلى المشرحة، بدأ الأب المكلوم بالصراخ، مشيراً إلى ما في يده، قائلاً: "أولادي ماتوا.. هيهن كلن هون.. ماتوا جمعت أشلاءهم بأكياس".
ورغم أن أمثاله كثر في هذا الحادث الدموي، إلا أن هذا المشهد المروع للأب الفلسطيني المكلوم هز منصات التواصل الاجتماعي "لقساوته"، لاسيما أن دموع الأب الحزين لم تجف، ولم تهدأ صرخات غضبه.
أتى هذا يوم أمس، حيث شهد قطاع غزة أحد أكثر أيامه دموية منذ 11 يوماً، بعدما أودى استهداف لمستشفى الأهلي الذي كان يؤوي آلاف الفلسطينيين الفارين من الغارات والقصف الإسرائيلي، بـ500 ضحية.
وجاء ذلك يوم أمس، حيث شهد قطاع غزة أحد أكثر أيامه وحشية ودموية، بعد الهجوم الإسرائيلي الغاشم على المستشفى الأهلي، الذي كان يؤوي آلاف الفلسطينيين الهاربين من الغارات والعدوان الإسرائيلي، مما أسفر عن استشهاد 500 شخص.
اقرأ أيضًا:
"مجزرة"
كما وجهت "مي الكيلة"، وزيرة الصحة الفلسطينية، التهمة إلى إسرائيل بارتكاب "مجزرة" في المستشفى الأهلي المعمداني العربي.
تبادل الاتهامات
بينما، نفى الأميرال دانيال هاجاري، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، تورط بلاده، مشيرًا في مؤتمر صحافي أمس إلى أن الصواريخ التي أطلقتها حركة الجهاد مرت بالقرب من المستشفى، بحسب ما نقلت رويترز.
إلا أن "الجهاد الإسلامي"، نفت أن يكون أي من صواريخها قد تسبب في انفجار المستشفى، مؤكدة إنها لم تقوم بأي أنشطة في مدينة غزة أو حولها في ذلك الوقت.
اقرأ أيضًا:
تنديدات دولية
وأثيرت حالة من الغضب والتنديد بين العديد من الدول عشية زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل، بعد انتشار أنباء قصف المستشفى وارتفاع عدد الشهداء، فيما حثت روسيا والإمارات على ضرورة عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي، بينما اندلعت اشتباكات في الضفة الغربية.
ويجدر الإشارة إلى أن تلك "المجزرة" نتج عنها قرار بإلغاء القمة الرباعية التي كانت مقررة اليوم في عمّان بمشاركة الرئيس الأميركي والرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس، إلى جانب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
والجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية، وصفت الهجوم على المستشفى بـ "غير مسبوق"، كما أكدت أمس أن المرافق الطبية في قطاع غزة تعرضت لعشرات الهجمات وأن معظم المستشفيات توقفت عن العمل، خاصة بعد أن قطعت إسرائيل جميع إمدادات الكهرباء والمياه والغذاء والوقود والأدوية عن غزة منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر، لتشدد حصارها المفروض على القطاع المكتظ بالسكان.