البوابة 24

البوابة 24

لم يبق لنا مكان

بقلم: ميسون كحيل

لم يبق لنا مكان؛ كل الأرض أصبحت ضيقة فمن فوقك ومن تحتك ومن حولك نار وانفجار، و رائحة الموت منتشرة في الرياح والهواء. تعبر الرياح ويعبر الهواء بينما رائحة الموت باقية تلتصق بك و كأنها رائحة ناطقة تقول لك أنا هنا.
لم يبق لنا مكان؛ فالأرض تتكلم العربية و لا يسمعها أحد أما الصورة فهي صامتة لكنها بألف كلمة وكلمة و المشهد من شماله لجنوبه و من شرقه إلى غربه يشبه الحديقة والبستان  ورود وملائكة باللون الأحمر لون الدم دون قيمة لأي عنوان.

لم يبق لنا مكان؛ فكل الأماكن ضيقة و لا تتسع و الخيمة كأنها العنوان وبالخط العريض مكتوب عليها عنوانك الجديد يا أيها الإنسان.

لم يبق لنا مكان؛ فحتى الصبر غادرنا قائلاً لم أعد قادراً على أن أصبر أكثر، والصمود أصبح مرحلة إنتظار للموت، وأنت لا تعلم إن كان هذا الموت سيكون في قبر أو بئر أو حفرة أو تحت البنيان.

لم يبق لنا مكان؛ والحياة انتزعت منها كل الأشياء إلا الأرقام، كم شهيد رحل وكم بيت سقط على رؤوس ساكنيه و كم صاروخ وكم قنبلة وكم وكم وكم.

لم يبق لنا مكان؛ والعرض العسكري للجيوش العربية مستمر في ساحات ممنوع الخروج من حدودها و الدول العربية لا تنطق بالعربية إلا ثلاثة كلمات نستنكر، نشجب، ندين بينما الدول الغربية بوقاحة الإستعمار تؤيد الإحتلال وتدعمه وتقاتل عنه بعنفوان.

لم يبق لنا مكان؛ سوى اسم في لائحة الإنتظار، و حيرة في الإختيار لوم أو عتب، سيناء أو النقب، خيمة أو لحد. 

لم يبق لنا مكان؛ والأطفال تستنجد بأبائها والنساء تنادي من حولها و الرجال في حالة فريدة من القهر و في زمن لم يبق فيه إلا الطلب والدعاء. 

لم يبق لنا مكان؛ فلا سماء ولا أرض، ولا دار أو ماء و لا ركن تحتمي به في أمان. و مرحلة انتصر فيه الكفر على الإيمان و الحقيقة لم يبق لنا مكان.

كاتم الصوت: كم ستصبح المساحة الجديدة لقطاع غزة؟ 

كلام في سرك: الهجوم البري سيقف في فترة ما بإنتظار تركيبة جديدة و خروج و رحيل. إلا إذا.

رسالة: لا تمنحوا الإحتلال في الضفة الغربية فرصة استكمال المخطط، في ايجاد الأسباب والمبررات والدعم الدولي. أحتفظ بالأسماء

البوابة 24