شهد قطاع غزة خلال الساعات الماضية "ليلة مرعبة" بكل ما تحمل الكلمة من معنى، حيث شن العدوان الإسرائيلي قصف جوي وبري متوحش على مختلف المناطق في القطاع، بالتزامن مع التوسع في الاجتياح البري والتوغل الى شمال القطاع.
وهو ما دفع الكثير من المراقبين إلى التساؤل عما إذا كان الغزو البري المتوقع قد بدأ بالفعل أم أن هناك أمراً آخر يحدث؟!
طريق مسدود
وفي هذا الإطار، أشار عدد من المسؤولين الإسرائيليين لموقع "أكسيوس"، إلى أنه تم اتخاذ قرار توسيع العمليات البرية في غزة من قبل مجلس الحرب الإسرائيلي، مساء الخميس، بعد وصول المباحثات حول إطلاق متوقع لسراح المحتجزين من قبل حماس في غزة إلى طريق مسدود.
ووفقًا لما ذكرته "وول ستريت جورنال"، رأى "مسؤولان مصريان"، أن القصف الإسرائيلي المكثف جاء كمحاولة للضغط على حركة حماس من تقديم تنازلات في مفاوضات الرهائن.
وجاءت جولة جديدة من المفاوضات بشكل غير المباشرة بدأت، يومي الخميس والجمعة، بين إسرائيل وحماس بهدف التوصل إلى اتفاق متوقع بشأن ملف الأسرى، وفقاً لما ذكره مسؤولون مطلعون على المحادثات قبل أن تكثف إسرائيل قصفها لقطاع غزة.
الوقود.. عقدة العقد
إلا أن المفاوضات، بوساطة قطر ومصر، ناشدت حماس بضرورة وقف إطلاق النار وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، على رأسها الوقود، مقابل إطلاق سراح بعض الأسرى المدنيين، بحسب المسؤولين.
ولكن إسرائيل رفضت هذا الطلب مرة أخرى.
ويأتي هذا بعدما فشلت جولة سابقة أيضا من المفاوضات بسبب رفض تل أبيب الموافقة على دخول الوقود إلى القطاع المحاصر، خوفاً من أن يستخدمه مقاتلو القسام الجناح المسلح لحماس.
والجدير بالإشارة أن الحرب اندلعت منذ 7 أكتوبر الجاري، حيث فرضت القوات الإسرائيلية حصارا مطبقا على القطاع، مانعة دخول الوقود وقطع الكهرباء ومياه الشرب، علاوة على قطع الاتصالات والإنترنت أمس الجمعة.
فيما لم يدخل سوى حوالي 85 شاحنة مساعدات عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، ما يعتبر أقل بكثير من الاحتياجات اليومية لسكان غزة الذي يبلغ عددهم ما يقارب 2.3 مليون.