البوابة 24

البوابة 24

ويلات النزوح.. فلسطينيون تفاصيل "رحلة الشؤم" إلى جنوب غزة

الحرب في غزة.jpg
الحرب في غزة.jpg

"رحلة الشؤم"، بهذه الكلمات القصيرة عبر أحد الفلسطينيين عن مأساته وقصّة نزوحه القسرية من شمال قطاع غزة إلى جنوبها، حيث يعاني النازحون من ويلات في الطريق أو بعد وصولهم للجنوب، ما جعل بعضهم يرى أن الخطر لم ينتهِ بعد ترك منازلهم.

وليس هناك أي عدد دقيق يوضح إجمالي عدد النازحين من شمال القطاع إلى جنوبه، حيث لم تتوقّف المطالب الإسرائيلية للسكان بالتوجّه إلى الجنوب منذ اندلاع المعارك أكتوبر الماضي، فينا أفاد "دانيال هاغاري"، المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، خلال مؤتمر صحفي، الجمعة، أن أكثر من 100 ألف نزحوا جنوبا خلال اليومين السابقين.

كما كشفت مقاطع فيديو على وسائل إعلام دولية، عن مسيّرات لآلاف الفلسطينيين حاملين أبناءهم وأغراضهم، رافعين رايات بيضاء وهم متّجهون لأقرب مكان توجد فيها إعاشة وخدمات تقدّمها منظّمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وفي هذا الإطار، تحدث شهود عيان عن ما دفعهم للنزوح جنوبا، بعد تلقيهم تهديدات من الجيش الإسرائيلي، بحجة أن المناطق التي بها مساكنهم صارت منطقة عمليات عسكرية.

مُهلة اليوم الواحد

images - 2023-11-10T195748.713.jpeg
 

قال أحد النازحين من قرب مخيّم جباليا في الشمال، "همام منير"، "فوجئنا صباح أمس، بمنشورات تُقذف علينا من الطائرات، تهدِّدنا بأنه في حال استمرار وجودنا في منازلنا سيتم قصفها، لأن شمال غزة أصبح منطقة عمليات عسكرية".

وفيما يتعلق بهذه المنشورات عن الوجهة التي حدّدها الجيش الإسرائيلي لينتقلوا إليها، أشار "منير": "حدّدوا لنا السير عبر شارع صلاح الدين، الممتد من الشمال للجنوب، وأعطوا لنا مهلة يومًا واحدًا للتحرّك من منازلنا، سارعنا وحملنا ما نستطيع حمله من ملابس وأدوات تساعدنا على المعيشة، والوضع كان في غاية الصعوبة".

وأردف: "وبعد ساعات من توزيع المنشورات، فوجئنا بقنابل الدخان تُطلق علينا بكثافة، واختنق كثيرٌ منا، وتوجّهنا إلى حيث الممر الآمن الذي حدّدته إسرائيل، ورغم ذلك لم نسلَم من إطلاق نارٍ من الطائرات إذا خرج أحد عن الطريق، ورفعنا الرايات البيضاء لإثبات أننا غير مسلّحين"، كما يقول الفلسطيني النازح.

علاوة على ذلك، تابع "منير": "رأينا جثثا وأشلاء في الطريق، وأصيب كبار سن وأطفال بإعياء وإغماءات شديدة لطول المسافة وعدم وجود ماء وطعام، هذا بخلاف إصابتهم بالهلع خوفًا من القصف".

جاءت الراحة نوعًا ما من عبء الطّريق بعد أن وصل النازحون إلى أماكنَ وجدوا فيها منظّمات إغاثية تابعة لمنظمة "أونروا"، التي قال النازح الفلسطيني إنها قامت بتسكينهم في مدارس ومستشفيات "لكن الوضع خطير للغاية".

رحلة الشؤم

وفي السياق ذاته، أكد محمد الرمادي، وهو أحد سكان منطقة التوام في شمال غزة، ما قاله منير عن فحوى المنشورات والتهديدات الإسرائيلية، وإطلاق قنابل الدخان على المنازل لإجبار مَن تمسّك بالبقاء على المغادرة، إضافة إلى قذائف حارقة.

وأضاف "الرمادي": "اضطررنا للمغادرة، وبدأنا رحلة الشّؤم، وسلكنا طريق الشاطئ الممتد من الشمال إلى الجنوب، ووسط الإعياء الذي ضرب الكثير من طول المسافة خلال المشي (أكثر من 10-15 ساعة)، توفّيت سيدة بين أيدينا، بينما كانت الطائرات تحلّق فوقنا، ونترقّب أن تقصفنا في أي وقت، وبعد أن وصلنا افترشنا الطرقات والشوارع، ولا نعرف ماذا سيحدث لنا".

ويجدر الإشارة إلى أن كثيرون لا يرون وضعهم صار أحسن بعد أن وصلوا إلى الجنوب، فبجانب تهديدهم بالقصف في الطريق وفي أي وقت، فهم يشعرون أنهم بلا مأوى، والمستقبل مجهول أمامهم.

أمل في المفاوضات

كما يأمل الكثير من الفلسطينيين في أن تنتهي مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة بنتيجة مُرْضية للطرفين، باعتبار أن هذا قد يكون مفتاح وقف إطلاق النار، وإعادة الهدوء للقطاع.

سكاي نيوز