قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة على على جزء كبير من شمال غزة، على الأقل الأجزاء الموجودة فوق الأرض، أما تحت المشهد المدمر في غزة فلا تزال حماس هي المسيطرة.
مرحلة جديدة من الحرب
ووفقًا لما ذكره تقرير لـ"وول ستريت جورنال" الأميركية، فإن الحرب الإسرائيلية تدخل مرحلة جديدة، حيث ينقل جيش الاحتلال معركته تحت الأرض إلى شبكة الأنفاق "الأسطورية" في غزة.
وأردف "التقرير"، أنها "بداية معركة دامت عقدين من الزمن، بعد أن أمضى مسلحو حماس سنوات في توسيع انفاق مترو غزة وتحصينها وتحويلها إلى متاهة واسعة، فيما كانت تل أبيب تتدرب على كيفية إدارة المعارك داخلها، وأنشأت وحدات متخصصة وطورت أسلحة جديدة لتدمير تلك الأنفاق".
معركة الأنفاق
وكشف "التقرير الأمريكي"، نقلاً عن ضابط عسكري إسرائيلي يدير معركة الأنفاق في شمال غزة، أن تل أبيب استخدمت أدوات متطورة، على سبيل المثال الروبوتات التي تحمل الكاميرات لرسم خريطة للأنفاق، وشاحنات الحاويات المملوءة بالسوائل المتفجرة التي يتم ضخها فيها عبر الخراطيم.
ولفت "التقرير"، إلى أن إسرائيل تقوم بجمع معلومات استخباراتية جديدة حول شبكة الأنفاق كل يوم، وتكتشف أنفاقا جديدة وتستجوب المسلحين، فيما تقوم بتجميع الأجزاء التي تعطي جيشها صورة أفضل للمدينة الواقعة تحت الأرض.
وبحسب ما نقله "التقرير" عن مؤلفة كتاب عن القتال تحت الأرض: "إنها شبكة الأنفاق الأكثر تطوراً على الإطلاق في الحرب". وتتضمن الشبكة "أنفاقاً ضيقة تكفي لشخص واحد، علاوة على أقسام أكبر تضم غرفا ومكاتب ومرافق طبية مصممة للاحتماء تحت الأرض خلال القصف".
روبوتات إسرائيلية
وفي هذا الصدد، أكد الضابط العسكري الإسرائيلي الذي يدير معركة الأنفاق، لـ "الصحيفة"، إن "الروبوتات الإسرائيلية التي تحمل الكاميرات تساعد في إعطاء إسرائيل نظرة جزئية على الأقل على من هم في الأنفاق وأين يتواجدون".
والجدير بالإشارة أن بعض الأنفاق يتم تهويتها وتعزيزها بجدران خرسانية، وتعمل بالطاقة الشمسية والوقود، وتضم وسائل اتصالات بدائية.
سائل متفجر
كما يلجأ جيش الاحتلال إلى ملء هذه الأنفاق بسائل متفجر يشبه الهلام، حيث يتم ضخ السائل إلى الأنفاق عبر خراطيم متصلة بشاحنات الحاويات، وفق للصحيفة.
ولكن هذا الأمر، وفقاً لما ذكره جيش الاحتلال الإسرائيلي، يتطلب أطنانا من السائل لتدمير عدة مئات من الأمتار من الأنفاق، وبالتالي فإن الإدارة العسكرية تطور "طرقا أخرى لتدميرها".