بعد وقوع هجوم ثانٍ في العاصمة الفرنسية باريس قبل يومين، والذي أسفر عن مقتل سائح ألماني وإصابة اثنين آخرين، يزداد القلق بشأن الوضع الأمني في فرنسا، حيث قررت السلطات وضع 7 آلاف جندي في حالة تأهب داخل البلاد تحسبًا لمواجهة محتملة وتفادي تأثيرات الصراع بين إسرائيل وحركة "حماس" على أراضيها.
فهل تشهد فرنسا المزيد من الهجمات المماثلة في الأيام القادمة؟
في هذا الإطار، أشار "خلدون النبواني"، باحث وأكاديمي سوري يعيش في باريس إلى أن "الأجواء في فرنسا متوترة وقد يؤدي ذلك إلى مزيد من أعمال العنف"، ويربط هذا التوتر بـ"أجواء الحرب المندلعة في منطقة الشرق الأوسط والتي قد أثرت على العديد من دول العالم بما في ذلك فرنسا".
وأردف "الأكاديمي السوري"، أن "الهجمات التي وقعت في فرنسا وبلجيكا بعد سابع أكتوبر/تشرين الأول تمثل عنفًا مستوردًا من الخارج نظرًا لارتباطها بالحرب في غزة".
كما شدد "النبواني"، على أن "ما حدث في فرنسا وبلجيكا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، من هجماتٍ، يعتبر بمثابة عنف مستورد من الخارج مرتبط بالحرب الراهنة في غزة".
انحياز لإسرائيل؟!
وأكد "النبواني"، إن "فرنسا بالغت في دعمها لإسرائيل رغم وقوع هجماتٍ في أراضيها، وهو ما تسبب في حدوث توتر بالأوضاع الداخلية في البلاد، إلا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتخذ في الفترة الأخيرة عدّة خطوات للتهدئة من قبيل تراجعه عن تشبيه حركة حماس بداعش، ومن ثم زيارته عدّة دول عربية بالإضافة لإسرائيل".
ولفت "الباحث السوري"، إلى أن "ماكرون هو أول زعيم أوروبي يزور دولاً عربية بعد أحداث غزة، وزار الأردن ومصر لنقل رسائل تهدئة إلى الداخل الفرنسي، وفتح الباب أمام التظاهرات المساندة للقضية الفلسطينية وداعمة لوقف الحرب، بعد أن كانت فرنسا تمنع ذلك وتسمح فقط بالتظاهرات الداعمة لإسرائيل".
زيادة التوتر
أما بالنسبة للهجوم الأخير الذي وقع في باريس السبت الماضي، فيرى "الباحث السوري"، أن "الهجوم الإرهابي الأخير الذي نفّذه مهاجم من أصول إيرانية ومصنّف كشخص خطير يبدو حالة خاصة لاسيما مع وجود مشاكل نفسية لدى المهاجم".
وفي السياق ذاته، نوه "الباحث"، بأن "هذا لا يلغي أن استمرار الحرب في غزة وتفاقمها قد ينتج عنه زيادة التوتر من أعمالٍ عنيفة وإرهابية في فرنسا".
واستطرد "الباحث"، أن "فرنسا بسياستها المتشددة المتوجّهة إلى اليمين واليمين المتطرّف تشير إلى أن العنف قادم، حيث تشعر الجالية المسلمة أنها مستهدفة"
"توجهات يمينية"
ولفت "النبواني"، إلى أن "هناك وزير داخلية متشدّد، ووزير تعليم متشدّد تجاه الحجاب والعباءة... وهذا كله قد يعني قيام متطرّفين بأعمال عنف في المستقبل في فرنسا، وبالتالي على المدى المتوسط سيكون هناك المزيد من العنف في البلاد إذا استمرت هذه التوجّهات اليمينية المتطرّفة في باريس".
والجدير بالإشارة أن هناك هجوماً مروّعاً قد وقع في باريس، مساء السبت الماضي، وأسفر عن مقتل سائحٌ ألماني وإصابة شخصان آخران، بعدما انقض عليهم شاب يبلغ من العمر 24 عاماً، حاملاً سكينا ومطرقة قرب برج إيفل.
وبدورها، أعلنت السلطات الأمنية والقضائية، في وقت لاحق، عن اعتقال المشتبه به، وهو فرنسي معروف بتطرفه من قبل الأمن، وقيل بأنه يعاني من اضطرابات نفسية، وكان قد بايع داعش سابقا.
والجدير بالذكر أنه قد انتشرت صورة للمهاجم، الذي أتضح أن اسمه Armand Rajabpour-Miyandoab، وهو فرنسي من أصول إيرانية بحسب ما ذكرته وسائل إعلام فرنسية، ومحللون مختصون في شؤون الإرهاب.