على الرغم من الحديث عن اتفاق لتبادل الأسرى قريب بين إسرائيل وحركة حماس، والذي قد يتم الإعلان عنه في الأيام المقبلة، إلا أن الإدارة الأميركية ليست متفائلة على ما يبدو.
وفي هذا الإطار، أكد مسؤولان أميركيان، اليوم الثلاثاء، أن إدارة الرئيس جو بايدن لديها أمال محدودة بشأن التوصل لهدنة أخرى بين إسرائيل وحماس، بهدف اطلاق سراح المزيد من المحتجزين في غزة.
لا تقدم
ووفقاً لما ذكرته شبكة "إن.بي.سي"، أشار "أحد المسؤولين"، إلى أنه لم يتم الوصول إلى أي تقدم حتى الآن حول اتفاق لوقف جديد لإطلاق النار وتبادل الأسرى بين الجانبين.
إلا أن "مسؤولاً آخر"، ألمح إلى أن الموقف قد يتغير في الأيام القادمة بين إسرائيل وحماس "إذا عادت كل الأطراف إلى مفاوضات جادة".
وعلى الجانب الآخر، أوضح "مسؤول إسرائيلي"، مشارك في المفاوضات، أن الطرفان لم يقدما أي اقتراحات جديدة لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين المتبقين في غزة منذ انهيار الهدنة في الأول من ديسمبر الحالي.
كما أردف "المسؤول"، الذي لم يتم الكشف عن اسمه، أن الجانبين لم يتواصلا مع الوسطاء القطريين لمناقشة إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد، وفقا لما نقلته صحيفة "هآرتس".
عروض وجس نبض
أما عن الجانب الفلسطيني، لفت "مصدر فلسطيني"، مطلع على ملف التفاوض، أمس الإثنين، إلى أن الوسطاء بدأوا بتقديم عروض وجس نبض الأطراف المعنية. وتوقع أن تكون عملية "جس النبض" هذه التي تسبق عادة المفاوضات الجدية قصيرة، نظراً لأن هناك ترتيبات تم التوافق عليها في مرحلة التفاوض السابقة تتعلق بتصنيف "الأسرى الإسرائيليين" في غزة وتوصيف الأسرى الفلسطينيين وتقسيمهم من قبل الفصائل الفلسطينية، حيث أصبحت الخطوط العامة واضحة ونطاق التفاوض محددًا ومعروفًا.
وفيما يتعلق بنفي "حماس"، بشكل رسمي، وجود أي محادثات، أكد "المصدر"، أن عملية التفاوض الفعلية لم تبدأ بعد وأن ما يحدث هو عروض متبادلة بعضها رفضته الفصائل بشكل تام.
اتصالات خاصة
ولكنه نوه إلى وجود اتصالات خاصة بين حركتي حماس والجهاد حول "عرض جدّي ومثمر لعملية التبادل"، على حد تعبيره.
وألمح "المصدر"، إلى إمكانية بدء التفاوض المعمق وبشكل جدي في الأسبوع القادم، بحيث يتم التوصل إلى اتفاق يخص كبار السن من المدنيين والمرضى مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، إلا أنه ليس بالعدد والتصنيف الذي تتحدث عنه إسرائيل (واحد مقابل ثلاثة).
والجدير بالإشارة أن "حماس"، كانت قد رفضت بعد انهيار التهدئة الأخيرة إطلاقا، التفاوض من دون وقف إطلاق النار في غزة.
ويشار إلى أن "حماس"، منذ السابع من أكتوبر الماضي، تحتجز 137 إسرائيلياً، أخذتهم من مستوطنات وقواعد عسكرية في غلاف غزة جراء هجومها المباغت وقتها.
ويذكر أن الحركة الفلسطينية أفرجت عن 110 أسرى ضمن عملية تبادل نفذت الشهر الماضي، ودامت لمدة 7 أيام، تخللها وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، عقب أسابيع طويلة من الوساطات التي انخرطت فيها مصر وقطر، علاوة على أمريكا.