أعلن "مسؤولون أمنيون" إسرائيليون سابقون، عن فشل جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي الموساد الذي كان تأسس في 13 ديسمبر عام 1949، في هجوم 7 أكتوبر، وهو أسوأ سقوط منذ حرب أكتوبر 1973.
تبخر القوة الأسطورية للموساد
فقد تسبب هجوم 7 أكتوبر في تبخر هالة القوة "الأسطورية" التي كانت تظهر غالباً على الموساد عند الحديث عنه في وسائل الإعلام، حيث قام مقاتلي حماس بتعطيل لإجراءات الإنذار على الجدار العازل، واختراق الحدود بعملية برية كبيرة وسقوط أعداد كبيرة غير مسبوقة من الإسرائيليين في ذلك الهجوم، هذا ما رددته أصوات من داخل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ي أعقاب الهجوم الذي أطلقت عليه حركة حماس اسم "طوفان الأقصى".
ووفقاً لما ذكرته "صحيفة إلكترونية"، فإن "الموساد الإسرائيلي قد يكون من أكثر أجهزة الاستخبارات انغلاقا في العالم.
كما يغلف ماضيه وحاضره بهالة من السرية، ولا تزال الهدوء والمثابرة التي تعامل بها عملاء هذا الجهاز الاستخباراتي مع أعداء إسرائيل مذهلة. في الوقت ذاته، لا يمكن توقع الحجم الحقيقي لأنشطة الموساد. إلا أن في العام 73 من وجودها، ربما حققت الاستخبارات الإسرائيلية واحدة من أكثر الإخفاقات إيلاما في تاريخها بأكمله، فيما بات يعرف بـ 11 سبتمبر الإسرائيلي".
خسائر فادحة
اعتبرت في "الأوساط الإسرائيلية"، أن عملية "طوفان الأقصى" تعد فشلا استخباراتيا، حيث لم يتمكن الموساد من اكتشاف خطط حماس ولاسيما وأن الإعداد لتلك العملية ربما يكون استغرق عدة أشهر وربما سنوات.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلًا عن مصادر في "مجتمع الاستخبارات الإسرائيلية" قولها إن الموساد قبل وقت قصير من الهجوم حذر من زيادة نشاطات الجماعات الفلسطينية، ولفت انتباه الجنود الذين يحرسون الحدود، لم يلتفت إليه أحد.
أسباب فشل إسرائيل في 7 أكتوبر
ولخص "مسؤولون إسرائيليون" في جيش الاحتلال والاستخبارات العوامل التي تسببت في ما وصف بأحد الإخفاقات الأمنية الأكثر إيلاما في إسرائيل، لافتين إلى التالي:
- فشل المراقبة في تحديد قنوات اتصال المسلحين الفلسطينيين.
- استخدام معدات مراقبة أغلقها المهاجمون بسهولة.
- اقتناع ضباط الاستخبارات الإسرائيلية بتأكيدات قادة الحركة الفلسطينية في اتصالاتهم الهاتفية التي تم التنصت عليها بأنهم لا يخططون لأي هجمات، ولا يريدون قتالاً مع تل أبيب.
- فضلا على ذلك، جهود كبيرة من حركة حماس لتأكيد مثل هذا الموقف، وهي لم تشن هجمات لما يقرب من عامين. هذا السلوك من قبل حماس، وكذلك عدم وجود معلومات استخبارية عن هجوم قريب، دفع القيادة الإسرائيلية إلى الاعتقاد بأن الحركة الفلسطينية لم تعتبر تهديدا كبيرا.
تأسيس الموساد الإسرائيلي
والجدير بالإشارة أنه قبل 74 عاما من الآن تم تأسيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" بمبادرة من مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، رؤوفين شيلواه، وقتها ديفيد بن غوريون، على "أساس وحدة استخبارات شاي التابعة لمنظمة الهاغاناه العسكرية، والإدارة السياسية بوزارة الخارجية، وجهاز الأمن العام".
ويذكر أن 13 ديسمبر عام 1949، وقع رئيس الوزراء الإسرائيلي "دافيد بن غوريون" رسالة "سرية' إلى وزارة الخارجية، نص فيها على التوحيد التنظيمي لكافة أجهزة المخابرات بقيادة "رؤوفين شيلواه" في هيكل وزارة الخارجية مع التبعية الشخصية لرئيس الوزراء".