بقلم سعدات عمر
كاتب سياسي فلسطيني
حركة فتح هي حركة تحرر وطني فلسطيني بمفهومها النضالي في وحدتها الفكرية ووحدتها السياسية ووحدتها التنظيمية ووحدتها العسكرية وهي الحالة التي يتمسَّك خلالها أعضاء الحركة ومنظماتها الشبابية والنسائية والعمالية والطالبية والأكاديمية بمبادئ فكرية وتكتيكية وتنظيمية مشتركة مثبتة في القرارات الجماعية وأعني ما أقول بالقرارات الجماعية أن يقوموا بتطبيقها في الواقع ولا بد من الاستدراك بأن الوحدة لا تعني التماثل التام في وجهات النظر. ففي هيئات حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ومنظماتها تطرح عند مناقشة مسائل نشاط الحركة آراء مختلفة ووجهات نظر متباينة وهذه الاختلافات تعكس الظروف الموضوعية التي تزاول حركة فتح نشاطها في ظلها كما تعكس عدم التجانس في تركيبة أعضائها وهذه هي الديمقراطية قال الشهيد أبو عمار أن صراع التباينات اللونية داخل حركة فتح أمر محتوم وضروري ما دام الصراع لا يقود إلى الفوضى والانشقاق وما دام يجري ضمن الأطر التي يؤيدها إخوة واعضاء حركة فتح أي على أساس الإقرار بأهداف الحركة وبرنامجها الأساسي أي نظامها الداخلي وايديولوجيتها الثورية وكذلك بخطها التكتيكي كحركة تحرر. هنا ينبغي اليوم التميز بين نزعة التكتل المعادي لحركة فتح بصفتها حركة تحرر وطني فلسطيني تنشد تحرير فلسطين واقامة الدولة المستقلة على جغرافيتها وبين الانحراف الهدام الذي يقوده المتسلقون لاشباع رغباتهم الدنيئة وأهوائهم المنحرفة بغض النظر عن وجود برنامج سياسي واضح المعالم لدى مؤيديه ولكن لعدم وجود لجنة رقابية وأيضاً بغياب الصلة التنظيمية المباشرة بينهم. بيد أن تاريخ حركة فتح قدَّمَ رغم ذلك أدلة تفيد بأن الانحرافات إذا لم تحظ بتقويم لائق من قبل لجنة الرقابة والتفتيش الحركية العليا وإذا لم تُتخذ التدابير اللازمة لتفادي تعمقها واتساع نفوذها فإنها ستستفحل وتتحول إلى خطر سياسي يُعرِّضُ للخطر طبيعة حركة فتح التنظيمية الثورية(الانقلابية) كل هذا لا يعني أن الانحرافات والكتل والنزعة الفئوية لا بد أن تنشأ كقدر محتوم من الجهلة ومن المتسلقين ومن العدو الإسرائيلي وغير الإسرائيلي هنا اللجنة المركزية لحركة فتح والمجلس الثوري للحركة لا بد وأن يُركِّزا إنتباهاً خاصاً للحيلولة دون تضخيم وتأجيج ما ينشأ من تباين في الآراء حتى لا يقود ذلك إلى انفصام!!! في الشؤون الحركية في حين لا تتوافر مبررات لذلك. أما إذا اكتسبت الخلافات والحالات اللاأخلاقية بمعناها الواسع طابعاً حاداً وباتت تهدد وحدة الحركة فسوف يغدو تجاوزها مهمة الحركة الأولى ويشهد تاريخ حركة فتح الذي يحافظ على حيويتها وهويتها النضالية بأن الناحية الأساسية في هذا الشأن كانت ولا تزال هي مبدأ النضال على جبهتين أولاً ضد الانتهازية وهذه تكتسب مسألة التيقظ واليقظة التامة إزاء الانتهازية اللاأخلاقية أهمية خاصة كي لا يتعرض أبناء حركة فتح أنفسهم لتأثيرات غريبة وشاذة ومنافية لأدبيات حركة فتح وأخلاقيتها ثانياً وأخرى تتسم بالعبارات الثورية والدعوات إلى اعتماد وسائل الكفاح المتطرفة دون مراعاة للظروف الموضوعية مما ينفر أبناء شعبنا وجماهيرنا العربية في المحصلة الأخيرة عن الأفكار الثورية كما هو حاصل اليوم ولكن وعي القيادة الفتحاوية وفي مقدمتها الرئيس أبو مازن تتدارك كل المواقف الخطأ وتتعداها بسلام للمحافظة على حركة فتح باجتياز كل الصعوبات والألغام
