البوابة 24

البوابة 24

كسيف يدعم جنوب أفريقيا

نبض الحياة
كاسيف يدعم جنوب افريقيا
عمر حلمي الغول
حرب إسرائيل على أصوات المعارضة الحقيقية، التي تؤمن بالسلام والحرية والديمقراطية الحقيقية، ورفض الاستعمار بكل مستوياته ومسمياته، وتحارب التطهير العرقي والابرتهايد، وتدعو وتدعم خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967 لم تتوقف ضدها، حتى لو كان يهوديا، لا بالعكس فإن محاربتها الأصوات اليهودية المؤمنة بالسلام والعدالة النسبية أشد ضراوة. لانها تخشى ارتدادات تلك الاصوات على المجتمع الاسرائيلي والرأي العام في أوساط الجاليات من اتباع الديانة اليهودية في العالم، والرأي العام العالمي. لان مثل هذه الأصوات أكثر مقبولية في الغرب الرأسمالي عموما، وتؤثر على صورة ومكانة الدولة الإسرائيلية اللقيطة.
من بين النماذج الهامة في المعارضة النائب في الكنيست، عوفير كاسيف عن كتلة الجبهة الديمقراطية والتغيير، الذي تعرض في العديد من المواقف الشجاعة التي تبناها ضد سياسة وانتهاكات الفصل العنصري، والاستيطان والحروب المفتوحة على الشعب العربي الفلسطيني لحملات من التحريض والملاحقة والاعتداء المباشر عليه من ضباط وجنود الجيش والشرطة الإسرائيلية. ومع ذلك لم تثنيه عملية التحريض عن التصدى للقوانين الجائرة في الكنيست، ولغلاة الفاشية والتطرف، ومازال صوتا متميزا ومتقدما في رفض تكميم الافواه والملاحقات الاجرامية للصوت الإسرائيلي اليهودي والفلسطيني العربي داخل دولة إسرائيل جنبا الى جنب مع أعضاء الكنيست الفلسطينيين الديمقراطيين.
والخطوة الإيجابية الجديدة، التي اقدم عليها كاسيف هي التوقيع على عريضة تؤيد الدعوى التي قدمتها دولة جنوب افريقيا مطلع يناير الحالي ضد إسرائيل الى محكمة العدل الدولية في لاهاي، لإلزامها بوقف فوري لاطلاق النار على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، على خلفية اتهامها بارتكاب جرائم إبادة جماعية. الامر الذي اثار غضب نواب الكنيست اليمين المتطرف، ودعاهم للمطالبة بعزله من الكنيست، وحسب صحيفة "يسرائيل هيوم" اول امس الاثنين (8/1/2024) فإن عضو الكنيست، عوديد فورير عن كتلة "إسرائيل بيتنا" جمع 70 توقيعا من أجل اقالة النائب الديمقراطي من البرلمان. وقال فورير "لم يعد بالإمكان سماع كلمات الخيانة، التي قالها كاسيف، بينما تصرخ دماء جنودنا ومواطنينا على الأرض.
وحسب قانون أساس للكنيست، يجوز لاعضاء البرلمان بأغلبية 90 صوتا، التقرير في إنهاء عضوية أي نائب، إذا أيد الكفاح المسلح ضد اسرائيل، وعليه فإن إجراءات العزل لاي نائب تتطلب أولا جمع 70 توقيعا، ثم انعقاد "لجنة الكنيست" وتصويتها بأغلبية 75% على العزل، ثم تصويت الهيئة العامة للكنيست بأغلبية 90 صوتا على عملية العزل. مع ذلك لم يتراجع العضو الشيوعي الإسرائيلي عن موقفه، بل دافع عن خياره، ودون على منصة X إن "الحكومة الإسرائيلية وأعضاءها يدعون للتطهير العرقي، وحتى الإبادة الجماعية" وأضاف "واجبي الدستوري هو تجاه المجتمع الإسرائيلي وكل سكانه، وليس تجاه حكومة يدعو أعضاؤها وإئتلافها الى التطهير العرقي، بل حتى الإبادة الجماعية الفعلية." وأضاف كاسيف "إن توقيعي على دعم جنوب افريقيا هو من اجل وقف إراقة الدماء والافراج الفوري عن المختطفين." وأضاف "طلب اقالتي لا أساس له من الصحة. لان الأساس الدائم للاقالة، هو دعم الكفاح المسلح ضد إسرائيل، في حين ان العريضة التي وقعتها تسعى إلى وقف الكفاح المسلح."
وما قاله فورير جزء يسير من حملة التحريض على النائب من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، لان ابواق الفاشية الصهيونية من مختلف الكتل في الائتلاف والمعارضة أطلقت نيران حملة شعواء ضد كاسيف. ورغم ذلك واصل خياره، ولم يأبه لعملية العزل، وكان تعرض سابقا للمنع من الترشح لعضوية الكنيست، وتصدى لها في محكمة العدل العليا الإسرائيلية، واسقط هجوم غلاة التطهير العرقي من الفرق الصهيونية المختلفة.
توقيع النائب الإسرائيلي على دعوى جنوب افريقيا تشكل عنوانا مهما في حرب المواجهة مع حكومة الحرب الدموية الإسرائيلية، والتصدي لنزعاتها الاجرامية، ولارهابها وترهيبها لكل حملة الجنسية الإسرائيلية وخاصة من أبناء الشعب العربي الفلسطيني، وتعتبر خطوة مهمة في كسر القيود الصهيونية، وتعزيز مكانة الصوت الديمقراطي وجبهة المعارضة الحقيقية ضد غلاة حرب الإبادة الجماعية، وضد التهجير القسري، والداعمين لخيار السلام واستقلال وسيادة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967 والقدس الشرقية عاصمة ابدية لها. كما انه يفتح الأفق امام الأصوات الديمقراطية الأخرى لتتقدم الصفوف، وتنزع قفازات الترهيب من طريق دفاعها عن الحريات الديمقراطية والتعبير والتظاهر والاعتصام والاضراب والتصدي لتغول حكومة الحرب وقطعانها المستعمرين بقيادة نتنياهو.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

البوابة 24