البوابة 24

البوابة 24

الدعوة الى الموت!

بقلم: ميسون كحيل

لم تجد مطالبات الهيئات الدولية آذانا صاغية حول ضرورة وقف الحرب لاسباب انسانية نتيجة الوضع الكارثي الذي يعاني منه أهالي قطاع غزة على كافة الصعد الصحية والغذائية لدى دولة الاحتلال وكل من يدعمها في عدوانها الغاشم على الأبرياء.فقد حذرت وتحذر هيئات دولية عدة  من خطورة الوضع الانساني والصحي في القطاع الا أن كل تحذيراتها تذهب أدراج الرياح في ظل عدم الضغط على اسرائيل لوقف العدوان بل يتم اتاحة المجال لها لتسوية ما تبقى من قطاع غزة بالارض وقتل أكبر عدد من المواطنين الفلسطينيين العزل في القطاع. فهل هذه الحرب المجنونة متفق عليها للاجهاز على أهل غزة الأبرياء؟ فمن الواضح أن هناك تواطؤ كبير ضد غزة و أهلها .
لست من محبي نظرية المؤامرة لكن علينا أن نذكر انه قبل عدة سنوات خذرت الأمم المتحدة ان قطاع غزة لن يكون صالح للحياة في العام 2020، ومع ذلك صمد الناس واهالي غزة الى أن جاء  7 أكتوبر2023 وخلال فترة وجيزة أصبحت مدينة غزة غير صالحة للحياة!! فأي صدفة هذه؟

وان تركنا كل ذلك جانباً، وتفحصنا الوضع جيدا سنجد ان اهالي غزة يعانون الأمرين، الاول هو القصف الذي يلاحقهم حتى في الأماكن الآمنة، والثاني هو ذبحهم اقتصاديا ونفسيا واجتماعيا مصحوبا بالغلاء الفاحش للاسعار، فمن أين يأتي الناس لأطفالهم بما يسد رمقهم وقد سرقت منهم الحرب كل ما يملكون من أموال في استغلال بشع وواضح وممنهج؟  فهل يعقل أن يكون سعر كيلو الخبز الواحد 6 شيكل لكن لن يتمكن المواطن من الحصول عليه الا بسعر السوق السوداء 15 شيكل؟! أو فليقف المواطن أكثر من 8 ساعات وقد لا ياتي دوره ولن يحصل على خبز لأطفاله بالسعر الرسمي.

لا يموت الناس هنا جراء القصف ولا الجوع أو المرض فقط، لكن يموتون بسبب قلة الحيلة والفقر الذي يتم القائهم في أتونه بدون رحمة ولا شفقة من قبل دائرة الكفرة والفاسدين والمنتفعين من ربابنة الحروب.

ان المواطن سواء كان في مدرسة أو مخيم او بيت نزح اليه فهو لا يستلم شيئا من المساعدات التي تصل ومن لديه حظ فانه لا يستلم الا القليل، وعلى سبيل المثال لا الحصر يتسلم النازح لعائلة من 6 أفراد علبتين من الفول وزجاجة ماء يوم بعد يوم هذا في أفضل الأحوال، لذا فان لسان حال أهل غزة يقول لا نريد مساعدات أوقفوا الحرب، أو تابعوا القتال لكن افتحوا لنا الحدود فلم يعد هناك احتمال فالحديث عن شهور طويلة ربما يفنى أهل غزة من المرض والجوع وقلة الحيلة ولا زال هناك قلة لا يدركون الواقع و يتحدثون عن الصمود على الفضائيات ومواقع التواصل فكم ضروري ان يتواجدوا مع اهل غزة ويصمدوا معهم بدلا من الدعوة الى الموت.

كاتم الصوت: حتى في الموت هناك محسوبيات و تفضيلات!

كلام في سرك: الدولة قبل التطبيع يا عرب وليس العكس! فالوعود الكاذبة تشبه المساعدات التي نسمع عنها في القطاع

رسالة: لم اجد اليوم من يستحق ان ارسل له رسالة، فجميعهم اصبحوا يشبهون بعضهم. احلامهم في الكراسي ووقودهم الشعوب. احتفظ بالأسماء

البوابة 24