البوابة 24

البوابة 24

كنتُ هناك

كنتُ هناك حقيقيٌّ أنا، أم حلمٌ مشى على غيمٍ، أكائنٌ أنا، أم وهمٌ من سراب. و أخطو على ندفٍ من القطنِ، والناسُ حشودٌ فوق الحشود، الناسُ غاباتُ أيدٍ تناهش رغيفا، تمزّق، وهو يصرخ. وأهبط، أم تهبط بي الغيوم، وأجوسُ فيها، وأنا أرقب حشد الجوعِ الكسيح. وأهربُ؛ لأعود أعلو .. أرى قائدي الطائراتِ يعجبون، لكن لا يأبهون بي، وأسمع القهقهة تعبر، وتصيحُ قِرَبُ الحديد، وتقوم من تحتي أسافلُ البيوت، وترتفعُ السقوفُ قليلا؛ ثمّ تهوي، لتتفتح علبا من جحيم. أسقطُ أنا، أو أكاد، والحشد يهوي، ونتف الرغيف تغمست بالدماء، وأرى الأحلام كيف قبل الموتِ تنفصلُ، وكيف أنّ آخر ما تفعله الجثث؛ تتفتح، ثمّ تغمض .. كل جثة تطلقُ، والحلمُ يطير .. كنت ظننتُ الأحلام تحيا، وتحققتُ، رأيتُها حماما؛ قبل أن ترتدي ملامحها، ثمّ على ذات سيقان أصحابها تخطو، وأنا كنتُ، ولم أدرِ؛ إن كنتُ أنا، أم حلمي الهائم على وجهه هناك.

البوابة 24