البوابة 24

البوابة 24

صراع جميع الأطراف

بقلم: ميسون كحيل

الكل ضدنا واحنا ضد أنفسنا ففي هذه الظروف الصعبة لم اجد افضل من هذه البداية. وبدلا من الدعم والوقوف خلف عنواننا الشرعي يتم نسف كل شيء و العودة من جديد الى نقطة تحت الصفر، والتعامل برضى مع الإدعاءات والإتهامات على انها حقيقية! فما هي الفائدة من الذهاب نحو تشكيل حكومة جديدة؟ وهل اصبحت الحكومة الفلسطينية الحالية والتي قدمت استقالتها هي سبب الحرب التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة؟ وهل هي التي منحت المبررات لقيام قوات الإحتلال بإجتياح مدن و قرى الضفة وإعتقال الآلاف من المواطنين؟ وهل نحن بحاجة إلى حكومة جديدة في هذه الظروف؟ ألم يكن من الأفضل التكاتف والتلاحم خلف الحكومة الفلسطينية والسلطة الوطنية تأكيدا و رفضا لكل المحاولات التي تحاول نقل الكرة إلى الملعب الفلسطيني؟
والمشكلة فعليا وواقعيا ليست في حكومة اشتية ولا في أداءها بل في الإحتلال و ممارساته، وفي الإنقسام و بلاءه، وفي محاربة منظمة التحرير الفلسطينية ومكانتها، وفي الفصائل الوطنية الفلسطينية وضياع بوصلتها، وفي نوعية الأشخاص الذين فرضتهم الظروف ليحتلوا مناصب اكبر منهم و وجدوا انفسهم على كراسي المسؤولية وهم غير قادرون على القيام بدورهم إلا بالإنابة!!
في كل فترة من فترات النضال والعمل الوطني يعود الوضع الفلسطيني إلى نقطة الصفر تجاوبا مع الأكاذيب الأمريكية والإسرائيلية و بعض العرب الطامحين في فرض اجنداتهم وأذنابهم والإندماج تحت راية التغيير، تلك الراية التي يتم استغلالها مع كل أحداث و تطورات و كأن الخلل والمشكلة في شكل وأداء الرسمية الفلسطينية! نعم هناك اخطاء وهناك اجراءات و تصرفات ما كان لها أن تحدث وقد حذرنا منها اكثر من مرة و طالبنا بإعادة النظر في هذه الإجراءات خاصة تلك التي أدت إلى خلخلة تكوين وشكل وأداء حركة فتح والتي أثرت على الوضع الفلسطيني برمته دون أي محاولة من المستوى القيادي لمعالجة الخلل وإستعادة المكانة التي طالما كانت فتح تحتلها! ورغم التأثر الكبير الذي هز الوضع الفلسطيني لكن لم يكن هو السبب الوحيد والرئيسي الذي ادى الى العودة لعشرون عاما تحت الصفر.
حكومة قديمة، حكومة جديدة، ليست حلول، والحلول في النفوس والنيات والوفاء للشهداء وللقضية وفي الإبتعاد عن المنفعة الشخصية و الفصائلية على حساب القضية الوطنية. وطالما أن القرار قد صدر سريعا واستقالت الحكومة، وحالة  الانتظار نحو تشكيل حكومة جديدة فإن المحاصصة مقبرة لها و إرضاء الفصائل والأحزاب على حساب الشعب سيفقدها المصداقية؛ و إذا كان الهدف من تشكيلها إغلاق الطريق على مسار و نية بعض الأطراف فإن الحل في الفصل بين منظمة التحرير والسلطة وفي تحديد مهام كل جهة بحيث تكون الشؤون السياسية والمفاوضات التي يجب ان تنطلق من شكل الدولة الفلسطينية وحدودها من مسؤولية المنظمة دون التدخل في إدارة شؤون البلاد بينما تتولى السلطة مسؤولة إدارة البلاد عن طريق الحكومة من خلال دعم المواطن و رفع الظلم عنه وحمايته و المباشرة بشكل مستعجل بالإعمار و تنظيم الحياة وتقديم الخدمات الى ان تحين الساعة التي يقرر فيها الشعب اختياراته وخياراته عند اجراء الإنتخابات لأن الشعب وحده هو صاحب القرار وذنبه على جنبه في تحديد مصلحته و مصلحة الوطن بعيدا عن صراع جميع الأطراف.  

كاتم الصوت: مش كان افضل لو تنازلتم قبل؟ طالما انكم تريدون التنازل! وما تتحججوا في معاناة الشعب، لسة يا سادة المعاناة مستمرة و طوالة والإحتلال لا يكترث لأسراه وكل ما يريده استكمال الجيش لمهمته.

كلام في سرك: الحرب لم تنته بعد ولن تنتهي قريبا، والان افرحوا بمسرحية الإنزال.

رسالة: في القطاع لم يبق حجر على حجر، ولا ظل شجر ، والقبور امتلأت بالبشر، في القطاع لا شربة ماء، واللحاف السماء وانتشار الداء والوباء، والأطفال بلا دواء. ألا تتوقفوا قليلا عن تصديق قنوات الفضاء. أحتفظ بالأسماء

البوابة 24