البوابة 24

البوابة 24

المشاهدون من بعيد

بقلم: ميسون كحيل

طفح الكيل مع أولئك الذين يجلسون و يتناولون المكسرات أمام الشاشات الفضائية في الوقت الذي يدعون أهل القطاع إلى الصبر والصمود بإنتظار الموت. ولم يؤثر جوع الأطفال بهم ولا عطش الأمهات، ولا حالة الدمار الذي وصلت إليه كل المدن والقرى والمخيمات في القطاع. ومن الطبيعي جدا أن أهل القطاع لا يحتاجون مطلقا الى النصائح وهم على قدر كبير من الإنتماء الوطني والمسؤولية ولكن في هذه الحرب تكشفت الحقائق ويرى بعض المشاهدين ان كل من يتألم في قطاع غزة أو يفكر بالنجاة بمحاولة الخروج من غزة تخاذل وان من ينتقد سلطة الحكم فيها خائن! دون النظر إلى حالة القهر والذل والموت بلا ثمن واستيعاب الحالة الكارثية التي بات عليها القطاع. ويستمر هؤلاء بارتداء ثوب الوطنية على حساب آلاف الأطفال الذين فقدوا حياتهم و آلاف الأمهات اللاتي لم يعد لديهن قدرة على إرضاع اطفالهن وآلاف الرجال الذين تعرضوا للإذلال والقهر من جيش الإحتلال. 


لقد كان على هؤلاء المشاهدون التزام الصمت على الأقل طالما انهم لا يمتلكون القدرة على دعم ومساندة أهل غزة وألا يستكثروا علينا خروجهم لساعة أو ساعتين في مظاهرة للتعبير عن غضبهم ثم سرعان ما يعودون الى حياتهم الطبيعية بينما يستمر الموت في القطاع. ولا نطلب منهم شيئا سوى وعلى الأقل عدم التظاهر بالوطنية واتهام كل من يحاول النجاة بالخيانة.

إن اهل القطاع لا يزاودون على احد ولا يسمحون لأحد من المشاهدين بالمزاودة عليهم لأنهم صبروا وصمدوا وتحملوا كل انواع واشكال القهر والذل من اجل غزة ومن اجل الوطن دون ان يحاولوا الإختباء أو مشاهدة عمليات قتل البشر عبر الفضائيات و دون التمثيل في مسرحيات الوطنية المزيفة ولا المقاومة المستأجرة و في عمليات الإبتزاز التي تمارسها تلك الأطراف التي تعتقد بأن القطاع ملكا خاصا. لذلك نطالب بالصمت من أولئك المشاهدون من بعيد.

كاتم الصوت: يا ريت لو ابو مروووق يريح الناس في سكوته.

كلام في سرك: اقتربت ساعة الصفر، قطر، قيادات حماس، رفح تفهم ما تفهم مش مشكلتي.

رسالة: يا مشاهدين ما حد رح يقاتل من اجل قضيتنا، الكل ببحث عن قطعة كيكة له، بعد ما قطعوا القطاع. وصراع الكذابين يشبه صراع شخصان ماسكين في بعض وكل واحد بحكي للاخر سيب وانا هسيب.  احتفظ بالاسماء

البوابة 24