السفير أبو زيد يلقي محاضرة حول النكبة أمام أساتذة وطلبة أهم الجامعات الكازاخستانية

السفير منتصر أبو زيد مع طلاب الجامعة
السفير منتصر أبو زيد مع طلاب الجامعة

ألقى السفير الفلسطيني، عميد السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي لدى جمهورية كازاخستان د. منتصر أبو زيد، محاضرة مهمة أمام أستاذة وطلاب وطالبات الجامعة الوطنية الكازاخستانية الأوروآسيوية في مقر السفارة، في اطار الفعاليات التي تقيمها السفارة  بمناسبة الذكرى السنوية الـ 76 لنكبة الشعب الفلسطيني.

وشرح السفير أبو زيد حيثيات يوم النكبة بالتفاصيل منذ عام 1948وحتى الان، مشيرا الى ان الشعب الفلسطيني يحيي هذه المناسبة اليوم والذي يصادف مرور 223 يوماً على العدوان الإسرائيلي الغاشم والهمجي المستمر على قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، حيث بلغ عدد الشهداء أكثر من 35 ألف فلسطيني بالإضافة إلى ما يقارب الـ 10 ألآف فلسطيني مفقود تحت الأنقاض وعشرات الألآف من المصابين الفلسطينيين وأن 70 % من الضحايا هم نساء وأطفال ، هذا بالإضافة إلى المئات من الشهداء في محافظات الضفة الغربية و القدس الشرقية.

وشدد على أن أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج يحيون يوم "15/مايو- أيار" من كل عام الذكرى السنوية للنكبة تأكيدا على تمسكهم بحقهم في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها قسرا عام 1948.

 وأشار ابو زيد الى قيام الإحتلال الإسرائيلي ومنذ أن بدء عدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني بتدمير عشرات الالاف من المباني السكنية ومئات المؤسسات الحكومية والتعليمية والصحية وتهجير مايقارب من 1.7 مليون فلسطيني من منازلهم وشنه حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة غير مكترث بكافة القوانين الدولية والإنسانية.

ونوه السفير أبو زيد الى أن الشعب الفلسطيني يعاني من الإحتلال الإسرائيلي ومن إرهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزال منذ عام 1948 ، عندما تأسست دولة اسرائيل على حساب ممتلكات وحقوق الشعب الفلسطيني حيث طردوا منها والتجأوا إلى مخيمات الشتات في دول الجوار "الأردن ومصر وسوريا ولبنان" وغيرها.

وتابع: ومن أجل السلام وافقت القيادة الفلسطينية على اقامة دولة فلسطين على 22% من أرض فلسطين التاريخية ولإسرائيل 78% ، هذا بالإضافة إلى توقيع إتفاقية اوسلو للسلام في عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة اسرائيل ، والتي وقعها ياسر عرفات واسحاق رابين.

ولفت الى رفض اسرائيل مبادرة السلام العربية التي أقرت عام 2002 في بيروت وتنكرت للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان وتنكرت لإتفاقيات جنيف الأربعة واستمرت في تعذيب الشعب الفلسطيني حتى يومنا هذا.

وأضاف السفير أبو زيد: أليس دور العالم الحر والمؤمن بالقيم الإنسانية والعدل والعدالة التصدي لهذا العدوان الذي يستهدف الرضع والأطفال والنساء، ووقفه فورًا، وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين من جرائم الاحتلال المستمرة، وعلاج جذر المشكلة، وأسباب عدم الاستقرار وغياب الأمن والسلم والتي تتمثل بالرغبة الجامحة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي باستعمار أرض فلسطين وتشريد شعبها؟

وأكد أن "الأمن والسلم يمران من بوابة تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف، وليس بالقفز عنها وتجاهل معاناته وإنسانيته".

وقال السفير أبو زيد: لقد جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان "إن تجاهل حقوق الإنسان يفضي إلى أعمال همجية تؤذي الضمير الإنساني" ، وهنا أتوجه بالسؤال للمجتمع الدولي: ألا يؤذي ضميركم الإنساني جرائم الاحتلال الإسرائيلي على مدار عقود من احتلاله الاستعماري، أو ما يتعرض له الشعب الفلسطيني اليوم من إرهاب وقتل ودمار وتجويع؟ ألا يؤرقكم قتل الطفولة في فلسطين بالقصف الهمجي الذي يقتل الأبرياء ويستهدف المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والصحفيين والعاملين في القطاع الصحي وموظفي الأمم المتحدة؟ ألا يؤذي ضميركم الإنساني تجريد شعبنا من إنسانيته وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي تدعو للتطهير العرقي والإبادة الجماعية وتصف الشعب الفلسطيني تارة "بأطفال الظلام" وتارة "بالحيوانات البشرية" لإباحة قتلهم؟ ألا يؤذي الضمير الإنساني الحصار المستمر على شعبنا في غزة وعلى مدار 16 عاما وتجويع الشعب ومنع دخول المياه والغذاء والدواء والوقود وغيرها من المواد الأساسية؟ ألا يؤذي الضمير الإنساني استهداف المدنيين في الضفة الغربية بما فيها القدس واستهداف الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية؟ وكم من الضحايا الفلسطينيين والأطفال يجب أن يسقطوا حتى يستدعي الأمر من مجلسكم الموقر الدعوة لوقف هذا الجنون منفلت العقال؟.

وأضاف أن: "الحرب المدمرة ضد المدنيين من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة هي امتداد للعدوان الذي يشنه هذا الاحتلال على شعبنا لاستدامة استعماره واحتلاله لأرضنا"، مؤكدا أن السلام والأمن لا يمكن أن يتحققا بإراقة دماء الأطفال ولا "بمحو غزة" أو "تحويلها إلى جهنم" أو "تقليص مساحتها" كما أُعلن مرارا وتكرارا ممن يقومون بهذا الدمار والقتل ، ولا بتسليح آلاف المستعمرين الإرهابيين لمواصلة إرهابهم واعتداءاتهم على أبناء شعبنا في القدس وسائر الضفة الغربية.

وأشار السفير أبو زيد إلى أن "أطفال فلسطين في غزة يكتبون أسماءهم على أياديهم كي لا يغدوا جثثا مجهولة الهوية، ويدفنوا في مقابر جماعية"، لافتا إلى أن "إسرائيل أبادت عشرات العائلات من سجل السكان في عمل انتقامي ضد الأطفال والنساء والمدنيين، وهذا ما اتفق العالم على منع حدوثه، وسعت مقاصد الميثاق إلى حظره وقمعه وجاء القانون الدولي لمنعه.

وتابع: "إسرائيل تنتقم من النساء والأطفال، إسرائيل تنتقم من الشعب الفلسطيني ككل، تنتقم من الضحية التي ما زالت ترفض هذا الاحتلال ومشروعه الاستعماري، الضحية التي ما زالت تطالب بحقوقها في الحرية والاستقلال والعودة، الشعب الصامد في وجه الجرائم والعدوان المستمر والهمجي المدعم بخطاب الكراهية والانتقام والإبادة الجماعية والذي تقوده حكومة الاحتلال، التي تريد استكمال جريمة النكبة".

وقال السفير الفلسطيني أبو زيد إن "العالم وقف شاهدا على ما تقوم به إسرائيل من كل أنواع القتل والدمار، والاعتقال والتهجير ضد الشعب الفلسطيني، وتعايش مع جرائمها وإفلاتها من العقاب، بدلا من البحث عن حل جذري للاحتلال ووجوده على أرض دولة فلسطين"، مؤكدا أن "إنهاء الاحتلال وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني هو الطريق الأوحد للحفاظ على الاستقرار والأمن والسلم الإقليميين والدوليين" ، وشدد على أن "التصعيد الخطير في المنطقة سببه الرئيس غياب الحقوق وتجاهلها"، مؤكدًا أن "الحد الأدنى الملح المتوقع من المجتمع الدولي هو الدعوة للوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي وإطلاق النار على شعبنا في قطاع غزة، والعمل العاجل على تأمين دخول المساعدات والمعونات الإنسانية في كل أنحاء قطاع غزة، ومنع التهجير القسري، وتوفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني، وتحقيق العدالة من خلال المساءلة والمحاسبة".

ودعا إلى اتخاذ ما يلزم من خطوات عملية لمعالجة جذر المشكلة، وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لأرض دولة فلسطين وعاصمتها القدس استنادا لقرارات مجلس الأمن ومرجعيات عملية السلام والقانون الدولي، وإحقاق الحقوق غير القابلة للتصرف وعلى رأسها الحق في تقرير المصير، والاستقلال الوطني، والعودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شردوا منها تنفيذا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.

وقال السفير الفلسطيني أبو زيد إن "الحرب والسلم يبدآن من فلسطين. ألا يكفي منطقتنا حروبًا؟ غزة اليوم عاصمة العالم. ترحل كل الأنظار نحوها. على المجتمع الدولي ألا يسقط في إختبارها. فيها شعب أبي، جبار تحمّل ما لا يتحمله بشر. كفى عذاب وقتل وظلم. لتحيا غزة وتحيا فلسطين وتحيا الحرية لكي يحيا السلام".

بدوره ، عبر رئيس كلية الدراسات الشرقية في الجامعة الوطنية الكازاخستانية الأوروآسيوية عن تضامنه بإسمه وبإسم الكادر التعليمي وطلاب وطالبات الجامعة وبإسم كافة الشعب الكازاخستاني مع الشعب الفلسطيني ، وأكد أن جمهورية كازاخستان شعباً وحكومة مواقفها مبدئية وثابتة ولن تتغير من القضية الفلسطينية وقرارات الشرعية الدولية ، وهي دائماً مع الحق والعدل وخيار حل الدولتين بناءاً على كافة قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 67 وعاصمتها القدس الشرقية .

وقام السفير أبو زيد بالإجابة على كافة أسئلة وإستفسارات أستاذة وطلاب وطالبات الجامعة الوطنية الكازاخستانية الأوروآسيوية .

يشار الى انه تم في بداية المحاضرة عرض فيلم وثائقي يشرح الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ النكبة الفلسطينية على أثر التهجير القسري للفلسطينيين من مدنهم وقراهم التي كانوا يعيشوا فيها في العام 1948 ، والأوضاع المعيشية المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وكافة المحافظات الفلسطينية في أراضي الضفة الغربية و القدس الشرقية منذ بداية العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في 7 أكتوبر 2023 .

 

IMG-20240515-WA0268.jpg
 

IMG-20240515-WA0270.jpg
IMG-20240515-WA0271.jpg
 

IMG-20240515-WA0272.jpg
 

IMG-20240515-WA0263.jpg
 

IMG-20240515-WA0313.jpg
 

IMG-20240515-WA0265.jpg
 

البوابة 24