تقدير موقف

محمدم قاروط
محمدم قاروط

بقلم: محمد قاروط ابو رحمه

تقدير موقف

بالنسبة لعقل لنتنياهو فإن الموافقة على صفقة تبادل اسرى يعتبر قرار استيراتيجي.
هذا القرار سيحدد مصير حكومته ومصيره الشخصي ومصير فكره الذي عمل من أجله ١٥ عام . هذا الفكر قائم على منع قيام دولة فلسطينية وجر الغرب بقيادة أميركا لضرب إيران 

نتنياهو الخبير عالي المستوى بالشأن السياسي  والمناورة وواسع الحيلة والبقاء على قيد الحياة في الظروف الصعبة سيبذل جهدا لتهيئة الظروف لمنع صفقة تبادل ووقف العدوان. 
لدى نتنياهو أوراقا كثيرة يلعب بها لتحميل حماس مسؤولية إفشال وقف الحرب.

اذا اختار نتنياهو المضي بالصفقة ووقف إطلاق النار فإنه قادر على ذلك.
اول ما سيقوم به هو إشعار الآخرين بأنه هو صاحب القرار وان هذا القرار تكتيكي وليس استيراتيجي. 

نتنياهو الذي قاد دولة الاحتلال من خلال صناعة المخاطر الوجودية لمستقبل دولة الاحتلال والمستوطنين وإقناعهم بأن مستقبلهم في خطر وجودي يقدم نفسه في نفس الوقت على أنه القادر على تحقيق الأمن لهم.

لذلك اذا وافق نتنياهو على صفقة تبادل فإنه بحاجة إلى خوف استيراتيجي يقدمه لمجتمع الاحتلال ويقدم نفسه على أنه القادر على مواجهة التحديات وتحقيق الأمن.

نتنياهو لديه ثلاثة جبهات تكتيكية  يظل يكررها يوميا وهو شخصيا يبقيها مفتوحة     يوميا وهي:

الضفة الغربية 
جنوب لبنان 
إيران 
تمكن نتنياهو بعد  ٧ أكتوبر من بناء تحالف واسع من الأحزاب الإسرائيلية لخوض الحرب بهم على اعتبار انها معركة وجودية.

في الجبهات الثلاثة الاخرى يستطيع نتنياهو بناء جبهة واسعة لعدوان على الضفة فهي توافق أهداف اليمين القومي والديني وهو توافق الجيش وقوى الأمن الإسرائيلي لأنها اقل تكلفة وهي سهلة بالنسبة لقوة الجيش إضافة أن العدوان على الضفة قد يحيد اليمن والعراق وحزب الله. .

في جبهة جنوب لبنان يستطيع نتنياهو تشكيل جبهة عريضة تؤيده للعدوان على لبنان لأسباب انتخابية داخلية متعلقة بإعادة مستوطني الشمال إلى بيوتهم.

سيكون من الصعب على نتنياهو تشكل جبهة مهمة لضرب إيران.

اما الموقف الإقليمي والدولي وموقف الولايات المتحدة الأمريكية فإنه سيكون ضاغطاعلى نتنياهو لمنعه من العدوان الواسع على الضفة او إيران.

عقل نتنياهو يريد الاستمرار بالعدوان، ويريد أن يكون لديه القدرة على القيام بعدوان على لبنان او الضفة او إيران اذا كان مضطرا لعقد صفقة حول غزة.

البوابة 24