على الرغم من الدعوات المستمرة من قبل كافة دول العالم استمرت الحرب على غزة. تسعة أشهر و لم تنجح جميع الدعوات و الوساطات حتى الآن من اجل وقف إطلاق النار.
و دون رادع أو أدنى إعتبار للمجتمع الدولي الذي اثبت ضعفه و محكمة العدل الدولية التي لم تعد قادرة على فرض العدالة فلا يزال الجيش الإسرائيلي يشن حربا واسعة النطاق ضد الشعب الفلسطيني التي خلفت حتى الآن أكثر من 38 ألف شهيد فلسطيني وأزمة إنسانية لم تحدث من قبل و دمار شامل لقطاع غزة.
حدود فلسطين الشمالية
على إثر الحرب في غزة، تشهد الحدود الشمالية لفلسطين مواجهات عسكرية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي وسط محاولات دولية لعدم تصاعدها إلى حرب واسعة لا يرغب فيها احد.
رفح البداية وليست النهاية
ان عدم الوصول إلى اتفاق ادى الى القيام بعملية برية في رفح، وسقوط الكثير من الضحايا وإضطرار عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى النزوح مجددا للبحث عن منطقة آمنة. واعتقد المراقبون ان نهاية الحرب قد اقتربت مع الهجوم الإسرائيلي على رفح. وظن الإسرائيليون ان قيادة المقاومة والمختطفون الإسرائيليون موجودون في رفح وان الوصول إليهم مسألة وقت لكن الجيش الإسرائيلي شعر بأن الحرب قد بدأت مع هجومه البري على رفح.
المقاومة نقلت المواجهة
بعد الهجوم على رفح بريا انتهجت المقاومة تكتيكا عسكريا في المواجهة واعادت ترتيب صفوفها و تمكنت من نقل المواجهات مرة اخرى إلى شمال ووسط القطاع لتأكيد عدم سيطرة الجيش الإسرائيلي على هذه المناطق ما اوقع الجيش في حالة من الإرباك و هنا قرر الجيش رفع مستوى قوة القصف جوا و برا وبحرا و محاولة الدخول الى هذه المناطق لكنه سرعان ما كان ينسحب منها بسبب ارتفاع حصيلة الخسائر التي كان يتكبدها.
تصاعد المواجهة بين إسرائيل و حزب الله
مع إرتفاع مستوى المواجهات في قطاع غزة وتحديدا في مناطق شمال القطاع ووسطه وتكثيف المقاومة لهجماتها اتسع مسار التصعيد بين اسرائيل وحزب الله الذي اعلن بشكل واضح تضامنه مع المقاومة في غزة وقدم حزب الله مفاجأة وضعت إسرائيل في حالة من الفوضى العسكرية والسياسية من خلال ڤيديو رحلة الهدهد و الرسالة التي حملتها المسيرات في مسح كامل للمناطق الإستراتيجية والهامة ليثبت ان لديه القدرة على المواجهة المؤثرة إذا فكرت اسرائيل في الهجوم على لبنان بشكل واسع .
المأزق الأمريكي و الإنتصار الوهمي لنتنياهو
شهدت الفترة القليلة الماضية عددا من التطورات تركزت حول تنوع و زيادة المقاومة في المواجهة و استلام مبادرة الهجوم على تجمعات الجيش الإسرائيلي في القطاع وفشل الجيش في تحقيق اي نتائج ضمن اهداف الحرب الإسرائيلية المعلنة و رسائل حزب الله المتنوعة ما أوقع بايدن في مأزق بسبب عدم حسم الجيش الإسرائيلي للمواجهات من جهة و الانتخابات الأمريكية التي اقتربت من جهة اخرى محاولا اقناع نتنياهو الموافقة على وقف اطلاق النار. فدخل نتنياهو في وهم إعلان الإنتصار من خلال القبول بالرؤية الأمريكية.
اعتراف اوروبي بدولة فلسطين
مع رغبة نتنياهو على مواصلة الحرب على غزة وطرح بايدن لمبادرة تؤدي إلى ايقاف الحرب اعلن عدد من دول أوروبا اعترافهم بدولة فلسطين.
المقاومة و التصعيد المتعمد
في اللحظة التي تسعى فيه المقاومة الى وقف طلاق النار لإلتقاط الأنفاس على الأقل وتخفيف المعاناة على المواطنين وانقاذ ما تبقى من مقومات الصمود والمقاومة وافشال المخططات الإسرائيلية ما بعد الحرب عملت على خطين متاوازيين في نفس الوقت الأول المرونة السياسية بمفهوم التنازل سياسيا على بعض بنود الصفقة من جهة وتصعيد المواجهة العسكرية واستهداف الجيش من جهة اخرى.
نتنياهو يتقهقر
التطورات جميعها السياسية والعسكرية والسخط الدولي على نتنياهو وضغوط اهالي المختطفون والإحتجاجات الشعبية في الشارع الإسرائيلي التي تدعو الى قبول صفقة استعادة الأسرى الأسرائيليين اوجدت خللا كبيرا وخلافات حادة بين الإسرائيليين و فجوة كبيرة بين الموقف السياسي والموقف العسكري ليعلن نتنياهو الموافقة على العودة الى المفاوضات واظهار قبوله المشكوك بمبادرة بايدن في محاولة منه لإمتصاص غضب اهالي الأسرى و الخروج مؤقتا من المأزق الذي وقع به بعد اعلان رغبة قيادة الجيش على القبول في الصفقة .. ولأن نتنياهو يمتاز بالخبث السياسي فإن مسار المفاوضات لن يكون واضحا وستظهر معالم الحقيقة خلال الأيام القليلة القادمة وقبل البدء في المفاوضات مجددا في الأسبوع القادم.
اختلاف الأهداف
اختلفت الأهداف بين جميع الأطراف و اصبح لكل طرف اهدافه الخاصة. وهذه الاطراف على الجهة الإسرائيلية هم نتنياهو ويمينه المتطرف الراغب في استمرار الحرب وبقاءه على سدة الحكم في اسرائيل. والمعارضة التي ترغب في إسقاطه ، واهالي الأسرى التي تريد استعادة ابناءها . والجيش الذي بدأ يشعر بان هذه الحرب لا نهاية لها في القريب العاجل.
الجهة الأمريكية تعمل من خلال تفكيرها فقط في مسار الانتخابات الأمريكية و ما يمكن الإستفادة منه لأجل تحقيق النتائج المرجوة.
اما فلسطينيا فالمقاومة مختلفة الاهداف فرغم ان جميع اطراف المقاومة ترغب في وقف الحرب بينما حركة حماس منفردة لا يمكن ان تقبل وقفها الا بضمان استمرارها في حكم غزة والسيطرة عليها و ضمان بقاءها ما بعد الحرب.