بقلم: صلاح سكيك
عاد بعض الكُتاب والنشطاء إلى التصريحات العنترية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، غير آبهين لمعاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وكأن مشكلة المواطن هي المسميات، وليس وقف شلالات الدم، وعودة الأحياء أقصد النارحين إلى غزة وشمالها، أو إغاثة الناس، وفتح المعابر، وإعادة الإعمار!
نشر الكاتب إبراهيم المدهون "المقرب من حركة حماس" عبر حسابه بموقع "إكس" تغريدة بتاريخ 6 يوليو قال فيها: "إن أول مدينة جديدة سنبنيها في غزة ستكون باسم 'السابع من أكتوبر'، تخليداً لذكرى هذا اليوم العظيم. أما المدينة الثانية فستحمل اسم 'طوفان الأقصى'، لتذكرنا بأعظم عملية بطولية. وأخيراً، سنسمي المدينة الثالثة 'مدينة العودة والتحرير'، لتكون رمزاً لتحقيق الحلم وتحقيق الاستقلال".
يا سيد مدهون قضيتنا ليست التسميات أو إعلان النصر، والرقص مع الذئاب على أوجاع الناس، فمدينة السابع من أكتوبر لن تبنى بأيدي فلسطينية، وحماس لن يكون لها أي دور مستقبلي؛ بل المشكلة أكبر من ذلك، أقول لك أن مدينتك المنشودة لن تقدر على تسميتها لأن القرار الفلسطيني لم يعد بيدي أو يدك أو بيد السنوار أو حتى السلطة الفلسطينية، وهذا أقل القليل، فما بالك عندما تعلم أنه ضمن مفاوضات التهدئة هناك اتفاق على عدم سيطرة أي من الطرفين حماس أو إسرائيل على قطاع غزة خلال المرحلة الثانية من الصفقة، وسيتم توفير الأمن بغزة، من خلال قوة دربتها الولايات المتحدة ودعمها حلفاء عرب معتدلون، وهذا حسب صحيفة واشنطن بوست!
نعم، القضية الفلسطينية عادت إلى الواجهة من جديد، ونتائج الانتخابات البرلمانية في فرنسا وبريطانيا أكبر دليل على ذلك؛لكن عودة بريق القضية كان على حساب أرواحنا وأطفالنا ودمائنا وبردنا وعرقنا وأمعائنا وأخلاقنا وروعاتنا وعوراتنا وعزتنا وبراءتنا، لذا عندما تكتب أي شيء يخص الفلسطينيين لا بد لك أن تستفتهم خاصة وأنك لم تحضر الحرب في مخيم الشاطئ بل في اسطنبول وعبر نشرات الأخبار.
همسة: ألا يعرف الكاتب المدهون أن تسمية وتصنيف المناطق بغزة في خضم الحرب، على أساس النفايات، فإذا أردت ركوب سيارة أو كارة يجرها حيوان لا تستطيع أن تقول مثلًا "نزلني في الزوايدة" أو "وصلني بحر النصيرات" لكن تقول نزلني عند مكب نفايات الزوايدة أو مكب زبالة النصيرات وإلخ.