خليل الحية في مكان آخر

خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس
خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس

غزة التي تعاني و ليس نتنياهو 

الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يتعرض لأبشع الحروب والإستهداف وأصناف متنوعة ومختلفة من حالات القتل بالقصف والجوع والعطش و الأمراض و الأوبئة و التشرد  ولهيب الخيام ثم يخرج خليل الحية القيادي في حركة حماس ليقول و يؤكد دون معرفة من أين جاء بالتأكيد أن نتنياهو يعاني في غزة من تسعة أشهر و يبحث عن نصر ! ولم يتضح شكل النصر بالنسبة للقيادي الحمساوي الذي ينتظره نتنياهو أليس كل ما جرى من دمار و خراب لقطاع غزة لا يشكل نصر الى نتنياهو ؟ ألا يعتبر سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى نصر؟ ألا يعتبر نزوح وتشرد الشعب الفلسطيني نصر؟ ألا تعتبر الحالة النفسية و الجسدية التي وصل إليها جيل كامل من أطفال غزة نصر ؟ ألا يعتبر انخفاض وتراجع القدرات العسكرية للمقاومة نصر؟ فما هو شكل النصر الذي يرى القيادي في حماس ان نتنياهو يبحث عنه؟

نتنياهو والذهاب إلى الكونغرس الأمريكي

ليس صحيحا ان نتنياهو يبحث عن نصر قبل الذهاب إلى الكونغرس الأمريكي. لأن نتنياهو الان يحتل معظم قطاع غزة و يسيطر عليه جوا وبرا وبحرا وتمكن جيش الاحتلال الوصول إلى عدد من الأماكن والأنفاق و استطاع الحصول على معلومات تخص حركة حماس وجناحها العسكري.وهذا جزء هام من النصر . وإذا كان يبحث نتنياهو عن شيء فإنه يريد ان ينال الدعم العسكري والسياسي المطلوبان لإستكمال
النصر بنصر كبير يحقق فيه جميع الأهداف المعلنة. و ذهابه الى الكونغرس من اجل منحه الوقت اللازم لتحقيق ذلك ما لم تراجع حركة حماس مواقفها.

منح الفرصة لنتنياهو

نتنياهو لا يتلاعب بمصير المنطقة بل استطاع ان يسيطر على العالم فلا مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة ولا محكمة العدل الدولية قادرون على تمرير القرارات على نتنياهو وذلك تحت حجة حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها وقد اكتسبت هذا الحق بسبب عملية السابع من أكتوبر 2023 التي تمت بقرار فردي وغير مدروس. واستغلها نتنياهو لتمرير احلام مخططاته بعد ان قدمت فيها حماس الفرصة لنتنياهو لأجل تحقيقها. 

الوسطاء الألف والياء

لم يظهر غضب الوسطاء الذي اشار اليه القيادي الحمساوي فهم موافقون منذ تسعة اشهر على الإستمرار في التفاوض والغضب الحقيقي كان في إعلان انسحابهم و تقديم اسباب هذا الإنسحاب للمجتمع الدولي و كشف الحقائق من الألف الى الياء بدلا من مواصلة منح نتنياهو الوقت المطلوب في رحلة تدمير القطاع و قتل شعب القطاع والعجز عن اتخاذ خطوات بقيمة الخسائر الكبيرة التي يتكبدها قطاع غزة.

الحركة قبلت و نتنياهو رفض

اكد القيادي الحمساوي ان الحركة لن تقبل بشيء يفرضه عليها نتنياهو دون ذكر ان الحركة ابلغت الوسطاء بتنازلها عن بعض شروط الحركة التي لم يقبل بها نتنياهو في البداية. واكد القيادي ان الحركة تنتظر الان رده على بعض ما تنازلت عنه الحركة إلا ان نتنياهو عاد و وضع شروطا جديدة أي انه رفض ما تنازلت عنه حماس و اضاف طلبات اخرى جديدة.

نتنياهو العائق والبادي اظلم

اعترف القيادي الحمساوي ان التوصل لصفقة جادة متوقف على قرار نتنياهو فهو العائق الوحيد . رغم ان نتنياهو اصلا ليس من بدأ الحرب بل فرضت عليه في السابع من اكتوبر واستغل الخطأ الذي وقعت به حركة حماس في اتخاذها لقرار الهجوم دون مشاورات او تنسيق و بدون أي  استراتيحية وضعف في الرؤية بتداعيات هذا الهجوم و وقعت حركة حماس في الفهم الخاطىء لمكانة اسرى الحروب و اعتقدت انها ستحقق انجازات كبيرة في مقابل عملية تبادل للأسرى والذي يعتبرهم نتنياهو جنود لا يختلفون عن الجنود الاخرين الذين يقاتلون الان في غزة ويمكن ان يخسرهم.

يشاهد حرب ويتحدث عن أخرى

مجمل ما قاله القيادي في حركة حماس خليل الحية يشعر المستمع للوهلة الأولى ان لا شيء يحدث في قطاع غزة والأخ قاعد و مرتاح وكأنه يسيطر على الوضع وان المواطنين جميعا بحالة مستقرة ولا شهداء ولا جرحى ولا مشردين ولا خيام في غزة. وان النصر بات قريبا جدا وعلى الناس جميعا الصبر والصمود. بالنسبة له الإستمرار في حالة حرب وسقوط عدد اخر كبير من الشهداء وبقاء الناس العيش بين الخيام والنار اصبح أمرا عاديا . فالبقاء في الحكم أسمى الأهداف بالنسبة له ولن يحدث.

البوابة 24