محكمة العدل والصفقة والفلسطينيين

جانب من جلسة محكمة العدل الدولية
جانب من جلسة محكمة العدل الدولية

محكمة العدل الدولية

لا شك ان جميع قرارات محكمة العدل الدولية الأخيرة ردا على قرار الجمعية العامة حول طلب الفتوى الإستشارية من المحكمة جاءت كسيف الصمصام، علما بأن هذه الإستشارة أو الدعوى منفصلة تماما عن الدعوى التي رفعتها جنوب افريقيا الى ذات المحكمة بتهمة ارتكاب اسرائيل إبادة جماعية في عدوانها على قطاع غزة. وفي متابعة للقرارات التي اصدرتها المحكمة فانها جميعا قرارات قيمة و قانونية ومفصلة و اكثر هذه القرارات أهمية القرار الذي أكد واشار الى ان استمرار وجود إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني وأنها ملزمة بإنهاء وجودها فيها بأسرع وقت ممكن. وأهمية هذا القرار كونه يضع الكرة في الملعب الفلسطيني الذي يجب ان يبدأ اللاعبين السياسيين الفلسطينيين فيه بجمع وترتيب اوراقهم ومحاولة طي صفحة الماضي من النزاع والإنقسام ومناكفة الشرعية الفلسطينية ومحاولات اضعافها والتفكير في ان تكون بديلا عن منظمة التحرير الفلسطينية أو وضع البيض في سلة داعش او الحرس الثوري فلا يحك جلدك إلا ظفرك.

الصفقة والحرب على غزة

الشارع الفلسطيني وخاصة الغزاوي أصابه الملل من التكرار والاصرار على ان المفاوضات الجارية حول اتمام الصفقة قد اقتربت من نهايتها للخروج باتفاق يوقف اطلاق النار . وقد سبق انه قد تم الإشارة ان الفصل في ذلك مرتبط في زيارة نتنياهو الى الولايات المتحدة الأمريكية ولقاءه مع بايدن وما قبل ذلك فإن الوضع سيبقى على ما هو عليه وعلى أمل ان لا يكون هذا اللقاء بين نتنياهو وبايدن مبررا لتصعيد الهجوم الإسرائيلي على غزة على شكل صفقة بين الطرفين تؤدي الى عدم سحب بايدن لترشحه أو إصرار من نتنياهو على إسقاط بايدن و حزبه في الإنتخابات الأمريكية القادمة.

الأهداف والنيات 

معظم الأطراف تستغل الحرب على قطاع غزة الآن، ولكل طرف اهداف ليس لها علاقة بما يجري على الأرض و معاناة الشعب الفلسطيني سواء طالت الحرب أم قصرت. نتنياهو يريد ان يخرج بطلا من هذه الحرب للإستمرار والدخول الى انتخابات اسرائيلية قادمة متسلحا بما سيحققه من نتائج يستفيد منها في هذه الحرب، حماس ايضا تريد استغلال هذه الحرب بما  تضمن إستمرارها وبقاء سبطرتها على القطاع . أما بايدن فلا تعنيه هذه الحرب و قد ساهم في إطالتها بطريقة أو اخرى ويسعى الان الى التأثير على نتنياهو لإيقاف الحرب ليس ايمانا منه بحق الفلسطينيين ولا بالحرص على اطفال فلسطين بل لكسب النقاط التي قد تفيد ترشحه للإنتخابات الأمريكية. فلماذا نستبعد اذن اتفاقات سرية تضمن للأطراف الثلاثة تحقيق اهدافهم. ننتظر ونرى

السلطة الفلسطينية والدولة

لم تكن السلطة يوسف النبي في خلافه مع اخوته. وعليها الاعتراف بأخطائها وعدم إلقاءها على حماس وحدها او استخدام الإحتلال شماعة.  الأب لا بستغني و لايرمي ابناءه و ان اخطأوا او خرجوا عن الطاعة. و لا نختلف مع السلطة في رفض الإستحواذ على شرعية التمثيل الفلسطيني أو خطفها. وما يلزم الان إعادة التوجيه الصحيح للبوصلة و افساح المجال للجميع ضمن الإتفاق والتوافق وعدم تفضيل الذات. خاصة وان الأمور معقدة وسيعمل الاحتلال على نسف كل المواقف الدولية الإيجابية والعبث في الداخل الفلسطيني. السلطة الان مطالبة بإستباق جميع الخطوات والإجراءات و البدء في فتح حضنها الفلسطيني الذي يلم الجميع ولا يستثنى من ذلك حركة فتح.

المطلوب فلسطينيا

بعيدا عن التنظير و المصطلحات السياسية والنحو العربي فان التغيير الحاصل في رؤية معظم دول العالم و الدعم الدولي يشيران الى إستعادة القضية الفلسطينية لمكانتها ويجب استغلال ذلك لمصلحة الحق الفلسطيني وما نتج من قرارات محكمة العدل الدولية واعتراف عدد من الدول الأوروبية بدولة فلسطين واحتراما للشعب الفلسطيني وأهلنا في قطاع غزة وللشهداء وللتاريخ. نجد ضرورة نزول كل الاطراف الفلسطينية عن الشجرة وان تدرك حركة حماس تحديدا ان الوقت قد حان في ان تكون جزءا حقيقيا من الشرعية الفلسطينية وتسليم زمام الأمور للقيادة الفلسطينية المعترف بها دوليا و انهاء فعلي للإنقسام والتصرف تصرفا فلسطينيا خالصا غير تابعا لأحد والإبتعاد عن التفكير الحزبي الضيق وقد جاءتكم الفرصة وإلا فإن في الجو غيم وسيظهر لاحقا اسراره و ستتكشف الأمور على حقيقتها.

البوابة 24