لا أحد يمكن أن يقبل أن تقوم الأجهزة الأمنية الفلسطينية باعتقال أي مواطن دون أسباب قانونية مقنعة، ومن غير المقبول أن تعمل هذه الأجهزة بصورة تشبه أو قريبة في عملها من قوات الاحتلال و مطاردة النشطاء أو ما يطلق عليهم مقاومون. والمقاوم بالأساس هو مواطن يجب ان يخضع للقوانين والنظام.
إن المبالغة في توجيه الاتهامات والوصول بها إلى حد الكذب أو التظاهر بالوطنية و تخوين الآخرين باتت أمور مكشوفة وتهدف الى تشويه السلطة و الأجهزة الأمنية كمدخل من أجل تحقيق مطالب أخرى القصد من وراءها إضعاف السلطة وعدم سيطرتها على الوضع الأمني بحجة المقاومة التي من المفروض أن تكون من ضمن العمل الوطني الموحد و الجامع مع توفر الظروف والتوقيت المناسبان وضمان المحافظة على قدراتها لتحقيق أهدافها وليس لجر الضفة الى الفلتان الأمني والفوضى و تقبل الخسارة في النهاية بحجة المقاومة.
إن الأبواق التي تقوم بتضخيم الأمور والتحريض ضد السلطة والأجهزة الأمنية والتقليل من هيبة القانون والدولة عليها أن تدرك قضيتان الأولى أن غياب تنفيذ القانون سيؤدي الى الفوضى والفلتان الأمني و يعرض المجتمع لحالة من عدم
الإستقرار. أما القضية الثانية فإن التجارب علمتنا بشكل واضح أن مقاومة الاحتلال لها متطلبات واحتياجات وعوامل تضمن مشاركة من الجميع و تفاعل شامل و أن تتوفر سبل استمرار المقاومة من الصمود والدعم والسلاح والعتاد وليس بمنح الاحتلال مبررات لتعريض البلد والناس للخطر والموت خاصة أن طبيعة الجغرافيا في الضفة مختلفة ولا تتوفر الإمكانيات و المقومات المطلوبة ما يشير إلى أن المقاومة ستكون لقمة سائغة للاحتلال. حيث لا يوجد في بقية المدن والمخيمات الفلسطينية كنيسة المهد لطلب الحماية!
إن هناك من يسعى إلى دفع الضفة نحو مواجهة أوسع مع الاحتلال والعبث بالساحة الداخلية الفلسطينية مع العلم بأن الاحتلال أيضاً يسعى الى ذلك بشغف ويحاول ذلك من خلال القيام باجتياح بعض المدن والمخيمات وقتل واعتقال العديد من المواطنين سواء كانوا نشطاء أو مواطنون عاديون ليس لهم علاقة بالأحزاب أو المقاومة في الضفة. ولذلك فإنه لأمر مستغرب إن لم يكن مضحكا تلك الدعوات إلى النفير العام كما حدث في دعوات فك الحصار عن قائد كتيبة طولكرم أبو شجاع و من المعيب الاصطياد بالمياه العكرة و تمرير أحقاد دفينة بردود افعال عنوانها واهدافها التحريض على السلطة بطريقة أو أخرى من خلال اتهامات باطلة تدعي أن سلوك الأجهزة الأمنية في ملاحقة النشطاء والمقاومين وصل إلى حد غير مقبول وهي ادعاءات لا تخدم الساحة الفلسطينية فالأجهزة الأمنية تعمل على أساس عدم تحقيق الاحتلال ما يسعى اليه من ترك فراغ تملأه الفوضى في الضفة والذهاب بالوضع الفلسطيني الى الأسوأ، وهذا يا سادة لا يتعارض مع الموقف الوطني الموحد ولا يسيء إلى النضال الفلسطيني.
لا ندافع هنا عن أحد بل في منع تنفيذ مخطط جر الضفة إلى الفوضى ومن أجل حماية البلد والمواطنون. وضرورة الحفاظ على الأمن والنظام، فطالما بقيت السلطة الفلسطينية ضعيفة سيفتقر الفلسطينيون إلى قيادة يمكنهم الالتفاف حولها. لذلك فإن المطلوب من الحركات الإسلامية الحذر وبذل الجهود لفهم اهداف الاحتلال و الإبتعاد عن الأقوال المبطنة بالإساءة و التصريحات غير المسؤولة.
كاتم الصوت: الإعلام رسالة الصادقين و الروايات المكررة والمفبركة تشبه الحصيرة التالفة التي لم تعد صالحة وقد آن أوان رميها في سلة المهملات.
كلام في سرك: تتجاهل عيوبها وعيوب منتسبيها وما تحلله على نفسها تحرمه على الآخرين. و حماسهم يشتد مع كل حدث يمكن استغلاله حتى لو كذبا.
رسالة: أبناء الأجهزة الأمنية إخوتكم وأبناءكم والشعب أصبح يعرف أين تكمن مصالحه في الحفاظ على الوطن والإنسان وبلاش أكاذيب. احتفظ بالأسماء