الأغبياء فقط هم الذين يصدقون أن هناك خلافات أمريكية إسرائيلية تتعلق بالحرب على غزة. وهم الذين تنطلي عليهم حيل أن الوضع الإسرائيلي الداخلي على حافة الانهيار أو أنهم منقسمون. وهم من يصدقون أن الأمريكيين يهتمون فعليا بما وصل اليه الوضع الإنساني في غزة وانهم يرغبون في تقديم المساعدات للأهل في قطاع غزة. وهم أيضًا من يعتقدون أن إسرائيل بامكانها خوض حرب على أكثر من جبهة ولمدة عشرة شهور بدون الأسلحة الأمريكية المتدفقة الى مخازن دولة الاحتلال.
اليوم التالي لاغتيال فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية في بيروت كان اغتيال اسماعيل هنية في طهران. والأغبياء فقط هم الذين يظنون أن هاتان العمليتان قد تم تنفيذهما بدون مساعدة استخباراتية وأمنية وعسكرية أمريكية وتطمينات لدولة الاحتلال بأن القوات العسكرية الأمريكية وقواعدها المنتشرة في المنطقة العربية جاهزة للرد على أي استهدافات قد تتعرض لها اسرائيل كردة فعل محتملة حسب اعتقادهم من حزب الله أو إيران.
من الواضح تماما أن إسرائيل غير معنية بإيقاف الحرب على غزة، و واضح تماما انها لا تمانع بجبهة حرب اخرى مع حزب الله في الشمال إذا تأكدت بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستدعمها وستدافع عنها و هو الأمر الذي لا ترغب به الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الحاضر فقط فالتوقيت هو المشكلة عند الادارة الأمريكية وليس أي شيء آخر. و في نفس الوقت؛ لا شك بأن القوات العسكرية الأمريكية لن تترك إسرائيل في حال جرت الأخيرة الوضع إلى الحرب.
الآن ينتظر العالم ردة الفعل سواءً من ايران التي تعرضت للإهانة بسبب استهداف مسؤول فلسطيني على أراضيها، ومن حزب الله الذي يتحفنا الأمين العام للحزب باستمرار في شرح قواعد الإشتباك و نوع الرد إذا تجاوزت اسرائيل الخطوط الحمراء. وحماس التي وضعت كل البيض في سلة ما يسمى محور المقاومة وابتعدت عن السلة التي يمكن ان تحتويها وتضمها و تدافع عنها ألا وهي السلطة الفلسطينية. وهنا لا بد من التأكيد على ما يلي:
أولاً الحرب على غزة لا و لن تتوقف وستستمر وإن توقفت ستكون بشكل مؤقت لحين تحقيق إسرائيل بعض المكاسب.
ثانياً لا ردة فعل من حزب الله او ايران تتجاوز حدود الطبع والنشر والاتفاق .
ثالثا رغم حالة الإجماع الوطني على رفض وشجب واستنكار اغتيال اسماعيل هنية لكن ردة الفعل الشعبية ستكون في حدود المعقول.
رابعا الوقت الآن ليس من صالح حركة حماس ولا أهلنا في قطاع غزة ما يستوجب إعادة التفكير في كيفية إدارة الأزمة والحرب والقرارات المصيرية التي يجب اتخاذها قبل تنفيذ الإحتلال ما تبقى من القضاء على قطاع غزة ومن فيه وما سيخطط لشكله الجديد.
إن المشكلة والحقيقة في أن الولايات المتحدة الأمريكية منحت نتنياهو الضوء الأخضر في تنفيذ ما تبقى من الحرب وبشكل سريع، وقد ضمنت واشنطن بعض المواقف الهامة في الساحة الدولية والعربية، وفي منح عدد من هذه الدول أدوار لها في المنطقة وعلى الجميع وخاصة الأغبياء منهم الذين توهموا بحرص واهتمام الولايات المتحدة الأمريكية على عدم رغبتها في اتساع الحرب، وفي رغبتها على ايقاف الحرب في قطاع غزة وعليهم ادراك الوقاحة الأمريكية وأذناب أمريكا.
أخيرا وبعد دمار قطاع غزة وبعد ان أصبح الأهالي بلا مأوى و بعد تدمير البنية التحتية وبعد سقوط الاف الشهداء، والاف مثلهم مفقودين تحت الركام وبعد إصابة ما يقارب مائة ألف فلسطيني، وتشتت قيادات حماس في الداخل والخارج وبعد اغتيال رئيس حركة حماس في طهران، ماذا تبقى حتى يصمت الأغبياء عن قول ان اسرائيل لم تحقق أهدافها بعد.
كاتم الصوت: لن تتوقف إسرائيل حتى تحقق اهدافها. الاهداف التي يصدقها الأغبياء وهيك رح نرتاح منهم.
كلام في سرك: الاغتيالات سوف تستمر حتى لو توقفت الحرب.
رسالة: الدور عليك وعلى ما تمثله و في اثنين على الطريق بجهزوا في حالهم بموافقة عربية اسرائيلية امريكية.. لا تفكر نفسك بعيد.. الحق حالك.. أحتفظ بالأسماء