أزمة الوطن والأحزاب

 بقلم/ إحسان بدرة . صحفي وناشط سياسي واجتماعي وتربوي

للكلام والخوض في هذا العنوان يظهر لنا سؤال ما هو الحل المناسب لغزة بعد الحرب ؟؟؟؟ والإجابة على السؤال المطروح يظهر سؤال آخر من نحن؟؟ بنظرة تحليلية لما يجري الآن في قطاع غزة وكل ما حدث سابقا وما سيحدث لاحقا ينكشف لنا ما يعاني منه الوطن من أزمات وخاصة أزمة الوطن والأحزاب حيث أن تلك الأحزاب كان. لزاما عليها العمل من أجل تحقيق بعض الأهداف والتي ترجع قدرتها في أحداث تحولات جوهرية في الأهداف والاستراتيجية لمراحل وتصورها.

وقد حدثت هذه التحولات كردة فعل تجاه الأوضاع والتحديات الخارجية والتي تطلبت أيضاً تحولات موازية في العقيدة والبنية وفي السياسة الداخلية – "والخارجية" ومعروف تاريخيا وسياسيا أن التحرر الوطني كان هدف لكثير من الحركات الوطنية في المرحلتين الاستعمارية وما بعدهما في القرن العشرين وطبعا من ومن تلك الحركات الحركة الوطنية الفلسطينية . ولكن نظرا للحالة الفلسطينية وتأثيرها وتأثرها بكل المعطيات الميدانية والمشاهد السياسية العالمية والآقليمية لها كينونة خاصة لأهمية المشهدية الفلسطينية حيث تبين أن الحالة الفلسطينية .

فبناء الدولة لا تبدأ بعد الاستقلال فقط بل هى بالسعى إلى الدولة - "الكيانية" - يحدد عملية صوغ الأهداف ووضع الاستراتيجيات واختيار البنى التنظيمية وكيفية إدارة السياسة الداخلية – "والخارجية" – في أثناء القسم الأعظم من النضال الذي يسبق إقامة الدولة). وصولا لقطاع غزة الذي هو مركز وميزان الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي حيث منها يتم الانطلاق للتغيير في باقي التجمعات الفلسطينية وصولا للعمق العربي وقضية العرب لذروة اختزال الصراع حيث أصبح هذا الصراع كصراع شخصي بين قيادي فلسطيني وتنظيم بعينه وبين نتنياهو إذ بدأ صراع عربي إسرائيلي واختزل من "صراع عربي إسرائيلي" إلى "صراع فلسطيني إسرائيلي" ثم " صراع بين غزة وإسرائيل" ومن ثم اختزله إلى إشكالية بين إسرائيل وتنظيم فلسطيني بذاته وهذا التنظيم عليه شكوك في ظهوره وتقويته وتكبيره بشكل غير مسبوق إلا أن وصلت الحالة الفلسطينية إلى هذا الوضع المسأوي في قطاع غزة. من حرب إبادة لكل المنظومات الحياتية الفلسطينية والآن لا يراد لهذا التنظيم البقاء من إسرائيل !؟؟ وإن حل إشكالية أزمة الوطن والأحزاب تكون من خلال لجنة وهئية وطنية من الخبراء والمهنيين وبعيدا عن أي مرجعية حزبية لها توجهات واجندات خارجية واقليمية لأن رهان القرار الفلسطيني من الدعم المالي والسياسي أدخل الوطن في أزمة الأحزاب من الشرعي والأقدر على حمل مسؤ ولية الوطن و من يرفع شعارات الوطنية ويخون ويكفر الكل ويختزل ويحتكر المقاومة أوصلنا إلا ما نحن فيه من حرب إبادة وتهجير . وإن أي لجنة أو هيئة وطنية مُفوضة؛ ستكون قادرة على إعادة بناء وترميم المشروع الوطني بدأً بصيانة وإعادة تأهيل الإنسان كجوهر وأساس أي مشر ع يكون بوضع برنامج تحرر وطني نضالي شامل، وقيادة تُمثل الشعب وتنوب عنه في الإشراف والتنفيذ. برنامج وقيادة تعيدان الإعتبار للقضية الفلسطينية. ما سيُحدث فارق كبير وتحول لدى جميع الأطراف الدولية والإقليمية، بل وعلى التركيبة السياسية في (إسرائيل). وأخيرا علينا نحن الفلسطينيين أن نحل أزمة الأحزاب ويكون الوطن رقم واحد وننهي الانقسام وتوحيد الجبهة الميدانية والسياسية وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .. لأننا لم نجد من يتبرع ليمد يده لنا ونحن غير جاهزين لحل مشاكلنا وإنهاء انقسامنا ولعلها الفرصة من حيث إنتهينا بدمار غزة لنبدأ لنعمر ها وعبر غزة نصبح نحن .

البوابة 24