هل هناك حربا إقليمية؟ تساؤلات مشروعة

بقلم: د. محمد احمد ابو سعدة

بعد إغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس " إسماعيل هنية " ، على الأراضي الإيرانية . وإغتيال واحداً من أبرز القادة العسكريين لحزب الله اللبناني " أنور شكر" في بيروت. تعيش منطقة الشرق الأوسط حالة من القلق الشديد ، خشية من رد إيراني أو من حلفائها من شأنه أن يؤدي إلى إشتعال حرباً إقليمية . فهل يحدث ذلك ؟ في الحقيقة ووفقا للقراءات السياسية العقلانية . فإن إشتعال حرباً إقليمية في المنطقة ليس بالقرار الهين أو البسيط ، خصوصا في ظل وجود معوقات من شأنها أن تمنع إشتعال حرباً إقليمية وهي على النحو التالي :

أولاً- معوقات الولايات المتحدة الامريكية : هل التوقيت مناسب للإدارة الأمريكية الحالية أن تقوم حرباً في منطقة الشرق الأوسط الآن ، في ظل قرب الإنتخابات الرئاسية الأمريكية ؟!. وهل حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط و تحديداً ، دول الخليج العربي مستعدة لإشتعال حرباً إقليمية؟ و التى من المتوقع الا تكون بعيدة عنها في حال إشتعالها . خصوصاً في ظل طبيعة العلاقات الخليجية الإيرانية ، ووجود قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها ؟

ثانياً- المعوقات الإيرانية : في أوقات سابقة قتل "قاسم سليماني" القائد السابق للحرس الثوري الإيراني ، و لم يكن هناك رداً أو إنتقاما حقيقياً ، فهل خسارة إيران لإسماعيل هنية أكثر تأثيراً وأثراً على إيران من خسارة سليماني ؟ كما إنه لا زال هناك غموضاً في مقتل الرئيس الإيراني السابق "حسن روحاني" و وزير خارجيته ولم تخرج حتى اللحظة أي تقارير أو تحقيقات حول مقتلهم !! كما أن هناك حلماً إيرانيا يتمثل في برنامجها النووي ، فهل تسمح السياسة الإيرانية بتعريض مشروعها لأي أخطار مقابل الإنتقام لشخص فلسطيني حتى ولو كان بمنزلة قائد ؟

ثالثاً- المعوقات الفلسطينية : هل لا تزال الأراضي الفلسطينية عموماً و غزة خصوصاً قادرة على دفع أثمان جديدة ؟ وهل طرح "حسن نصر الله" بإمكانية عدم الرد في حال إيقاف الحرب على غزة مخالف للموقف الفلسطيني ؟ في الغالب يمكن القول أن إيران و حلفاؤها في المنطقة حريصين على وضع إسرائيل تحت ضغط لفترة من الزمن ، على أمل أن يحرك موقف القادة في اسرائيل أكثر تجاه إيقاف الحرب على غزة . و أن حجم الضربة المتوقعة مرتبط طردياً بالموقف الإسرائيلي من إمكانية قبوله صفقة تؤدي إلى إيقاف الحرب على غزة. بمعنى كلما جاءت إشارات أكثر تفيد بتقديم إسرائيل ليونه إتجاه إيقاف الحرب على غزة ، كلما كانت هناك ليونه من إيران و حلفاؤها بحجم الضربة و قوتها . ختاماً نقول إن هناك ضربة قادمة لا محالة للإحتفاظ بقوة الردع ؛ ولكن حجمها و شدتها مرتبط بالإتصالات الدبلوماسية التى تجريها دول العالم في هذه الفترة ، و التى تقدم اجابات حول مستقبل الحرب الاسرائيلية على غزة . وعلى العموم علينا كفلسطينين أن لا نسمح ان تكون الساحة الفلسطينية مسرحاً لأي قوى لتصفية خلافتها .

وأن نسعى جاهدين على إيقاف الحرب وان نرفع شعاراً " فلسطين أولاً و أخيراً".

البوابة 24