بقلم: ميسون كحيل
تعددت الآراء والمواقف واجتهد عدد كبير من المحللين وعدد آخر من المثقفين و الكتاب و ممثلي الفصائل و السياسيين تعليقا على إعلان حركة حماس اختيار يحيى السنوار رئيسا جديدا لمكتبها السياسي خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران قبل أسبوع، فمنهم من اعتبر هذا التعيين الذي تم كما قيل بالإجماع، رسالة هامة للاحتلال بأن السنوار على قيد الحياة و لا يزال يقود الحركة سياسيا وعلى أرض المعركة في قطاع غزة. ومنهم أيضا من رأى أن هذا التعيين يعتبر تحدي لإسرائيل بكل ما تحمل الكلمة من معني و يحمل دلالات عديدة تتعلق في سرعة ونوعية الاختيار في هذه المرحلة الهامة والفاصلة توحي بأن حركة حماس لا تزال صامدة في الميدان وفي دهاليز السياسة.
حقيقة الأمر شكل هذا الاختيار شبه صدمة ليس لإسرائيل فحسب بل أيضا على مستوى الشارع الفلسطيني حيث أن المتبع في اختيار رئيس الحركة أن يكون مقيما في الخارج وليس في القطاع ما يضع هنا علامات استفهام حول وجوده في الخارج أم لا يزال في القطاع. الأمر الآخر ان التوقعات والترشيحات كانت تتجه نحو شخصيات قيادية أخرى في حركة حماس أمثال خالد مشعل وموسى أبو مرزوق وخليل الحية. وبشكل شخصي لا تخفي البوابة 24 ترجيحها سابقا لخالد مشعل رغم انه يواجه عدم قبول من أطراف خارجية لها تأثير في علاقاتها مع حركة حماس.
من المتوقع حسب البوابة أن اختيار السنوار ليس تحدي او رسالة او ما يشبه ويقترب من هذه الأسباب، بل ان الأمر له علاقة مباشرة في العملية التفاوضية لوقف الحرب حيث ان السنوار هو الجهة المخولة والقادرة والمسموح بها لإتخاذ اي قرار يراه مناسبا للحركة والقسام والمستقبل السياسي في هذا التوقيت ويجمع في آن معا البندقية والدبلوماسية دون وسيط في الميدان او ناقل لموقف الحركة التفاوضي المتعلق برفض الصفقة أو قبولها. وهنا لا بد ايضا أن نرجح الرغبة في رأب الصدع لدى قيادة حماس في عملية الاختيار حيث هناك ما يشير الى موقف غير توافقي في اختيار شخصية اخرى كون الفجوة واسعة من جهة بعض القيادات التي لا تتفق على آراء محددة لا بل هناك خلافات ايضا وإن كانت غير معلنة في الرؤى والمواقف. ومن جهة اخرى هناك أمور تتعلق كما أشرنا سابقا بمواقف اطراف خارجية على تواصل مع حركة حماس وقياداتها مع اختلاف هذه الجهات أو الاطراف واختلاف الاشخاص من قيادات الحركة. فكان السنوار نقطة لقاء وإجماع لما تقتضيه المرحلة الحالية والقادمة.
لقد تم الأمر وانتهت الحكاية استشهد اسماعيل هنية ولدى الحركة عدد من القيادات البارزين والاختيار وسطي يجمع الكل حول هذا الاختيار و تأييده. وينتظر الناس في القطاع تحديدا ما الذي سيفعله السنوار من اجل ايقاف نزيف الدم في قطاع غزة وما هي المسارات التي سيسلكها خاصة وان المجتمع الغزي لم يعد يهتم لشيء إلا وقف الحرب و هو ما يتمناه الناس و يطمحون إليه لإتمام الصفقة. و كما نجح السنوار في طوفان الأقصى في السابع من اكتوبر 2023 (القصد هنا التنفيذ) ينظر المجتمع الغزي إليه لكي ينجح في إتمام الصفقة و ايقاف الحرب ما سيرفع شأنه وسيكون السنوار في عيون البوابة 24/24
كاتم الصوت: ظهور السنوار للعلن في قطاع غزة أمر خطير جدا ، لا يمكن ان يمر مع الاحتلال و بقاءه في القطاع اذا كان لا يزال في القطاع فإنه في خطر شديد.
كلام في سرك: المؤامرة حاضرة في الأذهان! فهل تقرر تغييب الرجل. ام ان هناك صفقة من صفقة؟ نبتعد عن نظرية المؤامرة والأيام ستكشف سر الاختيار
رسالة: يقولون راح عباس جاء ابو نواس، غادر فراس عاد فرناس، أوقفوا الحرب لا يهم الا حياة الناس احتفظ بالأسماء