الابتزاز الالكتروني

بقلم أ.محمد ميداني

مع اتساع المعلومات يتسع مجال المجهولات،  ومع اتساع مجال التكنولوجيا تتسع معه خبايا سلبياته المتطورة كذلك ، فلكل اكتشاف واختراع بشريين محاسن،  تُقابلها مضارٌّ في الجهة العكسية… 
صحيح أن الأنترنت لها منافع وإيجابيات لا تُعد ولا حصر لها أقلُّها تقاسم الخبرات والمعلومات والأفكار و… و ناهيك عن تسهيل عملية التواصل وتوسيع شرنقة التقارب بين المجتمعات باختلاف أجناسها وثقافاتها ومعتقداتها وميولاتها الفكرية …
لكن هل نظرنا للكأس من جزئه الفارغ وغصنا في سلبيات أعماق بحر الوسائط الإلكترونية الرقمية التي غزت كل بقاع الكوكب الذي نتقاسم هواءه وماءه …

إن ظاهرة الابتـ ـزاز الإلكتروني  يتم فيها استخدام الوسائط الإلكترونية مثل الإنترنت، أو الهواتف الذكية، أو البريد الإلكتروني،  أو الرسائل النصية لتهديد أو إجبار شخص ما على فعل شيء ما غصبا عنه تحت الإكراه، وهنا يلجأ المبـ ـتزون لاتباع طرق عديدة  من أجل الوصول لأهدافهم الدنيئة والمنحطة. من بينها مثلا  نشر معلومات شخصية أو صور خاصة، بحيث يقوم الشخص المبتز بتهـ ـديد نشر معلومات شخصية أو صور خاصة للضحية على الإنترنت أو إرسالها إلى أصدقائه وعائلته .
أو التلاعب ببياناته الشخصية عن طريق تغيير  أو حذف بيانات الضحية على أجهزته الإلكترونية، مثل تغيير كلمة المرور أو حذف الملفات الهامة.
ثم التحكم في حسابات التواصل الاجتماعي  بحيث يقوم المبتز بالوصول إلى حسابات الضحية على مواقع التواصل الاجتماعي ونشر معلومات كاذبة أو إساءة استخدامها.
كذلك توظيف التحـ ـرش الجـ ـنسي وهنا يقوم المبتز بتوجيه رسائل جنـ ـسية غير مرغوب فيها أو تهـ ـديد الضـ ـحية بالعـ ـنف الجـ ـنسي.. .
لكنَّ هذا الابـ ـتزاز أكيد له أسبابه ودوافعه 
التي نجد من بينها:  الانتـ ـقام بحيث يكون دافع المبتز بالابتـ ـزاز مجرد انتـ ـقام من الضـ ـحية بسبب خلاف سابق أو مشكلة…
هناك كذلك دافع المـ ـال ما دمنا نعيش زمن عبادة المـ ـال في عصر النيوليبرالية الكاسحة وبالتالي من أجل كسب المال يلجأ المبـ ـتزون للإسقاط بضحـ ـاياهم إلكترونيا مقابل الحصول على المال منهم .
وقد يكون الابتـ ـزاز بدافع التسلية أي أن المبـ ـتز يقوم بذلك  لمجرد التسلية أو الشعور بالسلطة.

لهذا لكي يقي المرء نفسه من مشكل الابتـ ـزاز الإلكتروني فلا بد له من اتباع بعض الخطوات التي قد تكون منقذة له ولو نسبيا:

من بينها حماية المعلومات الشخصية بحيث لا يجب مشاركة المعلومات الشخصية مع الغرباء أو على مواقع التواصل الاجتماعيي… ثم استخدام كلمات مرور قوية، بحيث من الواجب علينا أن نستخدم كلمات مرور قوية وفريدة لكل حساب إلكتروني...
إلى جانب فتح الروابط المشبوهة  من رسائل البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية غير المعروفة…
أضف إلى هذا انتقاء الأصدقاء والتحدث والتفاعل مع جماعة إشخاص موثوق بهم وإغلاق المنافذ أمام الغرباء والمشـ ـبوه فيهم وحاملي الفكر المنحط المنـ ـحرف… 

كما يجب التبليغ عن الابتـ ـزاز الإلكتروني وذلك عن طريق الاتصال بالشرطة والجهات ذات العلاقة لتقديم بلاغ عن الابتـ ـزاز الإلكتروني.
ومن ثم التواصل مع الجمعيات المدنية والحقوقية من أجل إشراكها للحصول على المساعدة والدعم وسلك كل الطرق القانونية المعمول بها لحماية نفسك كون الأضرار  الناتجة عن الابتـ ـزاز الإلكتروني قد تسبب في مشاكل نفسية واجتماعية وعقلية خطيرة ….

خبير تنمية رقمية

البوابة 24