مسرحية السياسة في هذه الحرب!

بقلم: ميسون كحيل

مرت عشرة شهور من الحرب على قطاع غزة لم يتغير فيها شيء سوى العداد التصاعدي للشهداء والجرحى والتدمير الشامل للبنية التحتية وأخذ القطاع الى مكان غير صالح للحياة إلا على طريقة الإنسان الأول.
منذ بداية حرب الإبادة لم يتغير نتنياهو و تمسك بمطالبه وشروطه الخبيثة والتي كانت تستهدف إستمرار الحرب، وتحقيق اهدافها وأهداف أهدافها، و تطابقت مواقف الأمة العربية من ناحية التمسك بها وعدم تغييرها واستمرت على ما هي عليه من تصريحات، ادانات، شجب، مفاوضات عبثية، ومطالبات بوقف الحرب. والإعتماد دائما على التنسيق مع الإدارة الأمريكية المتخاذلة، وهذه الأخيرة كانت تلعب على الحبلين وأكثر حيث كانت توهم الجميع بأنها على خلاف مع نتنياهو وانها تعمل على وقف الحرب بينما تشتري الوقت لصالح إسرائيل لإستكمال تحقيق أهداف الحرب الأولية.

مؤخراً أصبح واضحا تماما ماهية الموقف الأمريكي، وما الذي تخطط له الولايات المتحدة الأمريكية بعد ان تم استخراج ما بين سطور مبادرة الرئيس الأمريكي المخلوع التي ظهرت الان على حقيقتها، وتطالب حركة حماس بشكل واضح اعلان
الإستسلام! من جهتها حركة حماس فإنها لم تقرأ جيدا ولم تستوعب ما يحدث على الساحة الدولية وتراجع المواقف الرسمية واعتمدت على الوسطاء كمنقذين رغم ان الصورة كانت واضحة بأن الوسطاء و من وراءهم الوطن العربي لا يمتلكون أي أوراق مؤثرة بسبب المواقف المحددة والمسموح بها من طرفهم. كما ان حماس أقنعت نفسها بوحدة الساحات والنجدة التي ستظهر من ايران أو من أذرعتها المنتشرة في المنطقة!! 

لقد كان على حركة حماس، وكما قلنا وألمحنا سابقا بأن تكون وجهتها التنسيق مع السلطة الفلسطينية و قبل فوات الآوان بدلا من إعلان الحرب عليها، وعدم قبول تدخلها و هو ايضا ما أراده نتنياهو برفضه لأي دور للسلطة الفلسطينية إلى ان فقدت حماس هذه الفرصة لتقع في المحظور بإيمانها بوجود رد ايراني وعلقت آمالها عليه، و رد حزب الله الذي انتظرته طويلا الى ان وصلت الى حد التراجع العسكري المقاوم على الارض وتضييق المساحات و سيطرة جيش الإحتلال على معظم قطاع غزة.

الآن باتت الأمور واضحة تماما فالموقف الأمريكي تكشف، وموقف نتنياهو على ما هو عليه والجيش يضيق الخناق على الناس بالنزوح المستمر والوسطاء أصبحوا في موقف محرج وغير قادرين على فعل شيء، وفقدت حركة حماس معظم أوراقها بإسنثناء ورقة الأسرى الإسرائيليين الذين لا يشكلون أي أهمية لنتنياهو. ما توحي هذه المعطيات بأن نتنياهو على وشك تحقيق أهداف الحرب المعلنة ولكن هل من مخرج لإيقاف تحقيق أهداف الحرب الحقيقية ما بعد تحقيق اهداف نتنياهو الأولية للحرب أم ستستمر مسرحية السياسة في هذه الحرب؟!

كاتم الصوت: حلوها قبل انصار 3.

كلام في سرك: رفض حماس لا يعني بالنهاية ان الصفقة لن تتم!

رسالة: السلامة في الخروج يا عزيزي. احتفظ بالأسماء

البوابة 24