قطاع النزوح!

بقلم: ميسون كحيل 

مجموعة من المواطنين، يتبادلون الحديث. لم يكونوا على معرفة سابقة ببعضهم قبل الحرب، وكل شخص منهم من مكان مختلف عن الآخر جميعهم نازحون. لم يخطر على بالهم أن أحدهم من باب الدعابة و قتل الرعب اقترح عليهم إيجاد اسم آخر للقطاع بعد انتهاء الحرب. كان الرد الأول لما تنتهي الحرب أطلق عليه الاسم الذي تريده. حتى لو اطلقت عليه اسمك فلن نعترض المهم تنتهي الحرب. ضحكوا جميعا وكأنهم لم يضحكوا من قبل أولا بسبب نوع السؤال، وثانيا ان الذي سأل كان اسمه منصور؟!
استمر الحديث بينهم وأصر السائل على كل شخص أن يقترح إسما جديدا يطلق على القطاع، احدهم قال ما رأيكم ان نطلق عليه قطاع حماس!! فانتفض البقية من مكانهم حيث توقعوا سقوط صاروخ عليهم في تلك اللحظة، ثم انهالت الشتائم على صاحب الاقتراح وسط ضحكاتهم التي افتقدوها في هذه الحرب. هنا حاول احدهم تغيير الموضوع إلا ان السائل أوقفه وبإصرار طلب من كل شخص إبداء رأي وتقديم اقتراح لإسم جديد. فقام أحدهم وبصورة سريعة قائلا ما حد يقول قطاع أبو مازن، هنا وبشكل جماعي قالوا مرة واحدة لا مش ناقصنا! ويتضح من المشهد وما يدور فيه من نقاش ان الناس ما بدها حماس ومقهورة من عباس. ثم بدأ أحدهم في الغناء، ورغم الأسى والظلم والقهر بكافة انواعه فلم يحلو له الا الغناء لأم كلثوم، فصمت الجميع ومنهم من قام ايضا بالغناء معه. وبعد فترة قام السائل مُصراً أيضا على التفكير في اطلاق اسم جديد على القطاع ليقوم احدهم من اجل الهروب من اصرار السائل بالغناء مجددا بابوري رايح رايح بابوري جاي، فرد عليه آخر ضاحكا هذا بابور نازح طالما انه رايح وجاي. لتحضر الفكرة تلقائيا للجميع بالاتفاق على  الاسم الجديد وهو قطاع النزوح.

كاتم الصوت: تغير شكل القطاع وتغيرت معه نفوس الغزازوة؛ جميعهم أدركوا انهم مجرد ثمن للعبة سياسية كانت على نار هادئة منذ سنوات.

كلام في سرك: اختزلت مأساة الناس وتدمير القطاع بمحور فيلادلفيا. لقد وقعنا بالفخ.. رددوا لقد وقعنا في الفخ.

رسالة: من مواطن إلى لاجيء إلى نازح. اللي بعرف الاسم الجديد القادم له جائزة.. أحتفظ بالاسم.

البوابة 24