كذب أمريكا وأهداف نتنياهو

بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي
بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي

المفاوضات والسقا مات

لم يعد احد يهتم بما تسمى المفاوضات الجارية بين الإحتلال الإسرائيلي و حركة حماس التي تتحفنا بتصريحاتها المكررة  فتارة تنفي المشاركة في المفاوضات وتارة اخرى تعلن عن إرسال وفدها! والمفاوضات منذ بدايتها في مراحل سابقة لم تؤدي إلى إنهاء الحرب التي لن تنتهي الآن والفرق واضح بين انتهاء الحرب و وقف اطلاق النار الذي بات الناس في القطاع ينتظرونه بعد ان وصل بهم الحال إلى ما هو أكبر وأعظم من الكارثة والمأساة!
ان الإشارات السياسية القليلة الغامضة بخصوص المفاوضات تشير الى ان نتنياهو مصمما على شروطه وليس لديه أي نية للتراجع عنها فهو يريد استكمال الحرب والقضاء على ما تبقى من حركة حماس وبسط سيطرة الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة كاملا ودون وجود أي مقاومة تذكر، ومؤخرا أستطاع ان يوهم العالم السياسي انه اصبح مرنا، وبالتنسيق مع بايدن قرر الموافقة على السماح للجيش الإسرائيلي بالتراجع قليلا عن احدى النقاط العسكرية القائمة في محور فيلادلفيا. وهو ما اعتبره بايدن عملا يمكن ان يساهم في تقدم المفاوضات وعقد صفقة بين الطرفين. حركة حماس من جهتها مستمرة في التمسك بمبادرة بايدن الأولى وكأن هذه المبادرة تشكل حلا لانتهاء الحرب بينما هذه المبادرة خرجت للعلن حيث كان يأمل بايدن حينها، ان اتفاق لوقف اطلاق النار يمكن ان ينقذه من التراجع الحاصل لحملته الإنتخابية، وذلك قبل ان يعلن عن انسحابه دون ان تدرك حماس الان من خلال تمسكها بالمبادرة القديمة ان السقا مات.

الموقف الحالي والملل من التكرار

مبادرة بايدن الأولى لم تعد موجودة والسقا بايدن مجرد أيام ويختفي نهائيا عن المشهد السياسي الأمريكي والدولي. رغم ذلك فإن الموقف الحالي المعلن من حركة حماس هو تمسكها بمبادرة بايدن القديمة وتنادي بها وحيدة، وكأنها مبادرة إنقاذ مع ان جميع الأطراف اغلقت ملف هذه المبادرة و لم تعد هذه الاطراف تذكرها او تتعامل معها. و بملل مكرر قررت الذهاب الى القاهرة بوفد يرأسه خليل الحية وادعاءات مضحكة انها لن تشارك في المفاوضات رغم علمها بأن المكان المجهز للوفد لا يفصلها عن الوفد الإسرائيلي إلا بحاجز او قاطع أو أمتار قليلة يوازي الأمتار التي قرر نتنياهو التراجع عنها في محور فيلادلفيا. وفي ضوء هذه المعطيات فإن فرص التوصل إلى اتفاق ضئيلة، خاصة وان الاحتلال لديه أهداف اخرى تتعلق بتغيير شكل قطاع غزة بعد انتهاء الحرب ولا يهتم نتنياهو حاليا إلى ضرورة وقفها ويسعى الى اتفاق يتم من خلاله الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين ثم يذهب إلى مرحلة اخرى لاستكمال الحرب وهو ما تدركه حركة حماس الواقعة بين القبول والرفض بينما ليس أمامها الا طريقين سوف تتخذ وتحدد ايهما، فإما اتخاذ قرار تجنيب الناس الويلات اكثر بقبول وضعها القادم الجديد أو الإستمرار في الحرب إلى ان تعلن الحرب إسم الطرف المنتصر و ظهور وضعها القادم الجديد.

الكاذب بايدن والكذبة الآخرون

يسعى بايدن الان إلى عقد صفقة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس لكنه فعليا لا يسعى إلى نهاية للحرب ولا شك انه يكذب والولايات المتحدة الأمريكية بقيادته استخدمت حق النقض ضد قرارات الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة. وقدمت الولايات المتحدة الأمريكية بقيادته الدعم غير المشروط لسياسات إسرائيل الرامية إلى إبادة الفلسطينيين في قطاع غزة. وفي تدمير المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، وقتل الصحفيين وموظفي الأمم المتحدة، كما لم يرحم العاملين في المجال الإنساني. وهناك ايضا كذبة آخرون 
اعلنوا بعنجهية بأنهم قادرون على تلقين العدو الإسرائيلي درسا لن ينساه بينما الآن يتوسلون من اجل وقف اطلاق النار.

مفاوضات القاهرة و شروطها القاهرة

في القاهرة مدينة أم الدنيا و عاصمتها ستشهد المفاوضات تبخرا لشروط حماس و قائمة طلباتها التي انتجتها عملية طوفان الأقصى الذي تحول الى تسونامي قطاع غزة. بينما سيحقق نتنياهو شروطه او الحد الأدنى منها. لذلك فإن الآمال التي يحلم بها النازح والأسماء المدونة على قائمة الموت القادمة لن ترى النور خاصة ان حركة حماس سوف تبقى تبحث عن ثغرات في أي اتفاق او صفقة يمكن ان تحقق فيها اهدافها التي تتعلق باستمرار حكمها على القطاع و التي تظن وتعتقد انه لا يزال موجودا!

الديمقراطيون أخوة الجمهوريون

هم اخوة والهدف واحد والدعاية الإعلامية والخطابات كذب وأوهام،  فالديمقراطيون هم من صنعوا الحرب في أوكرانيا وهم من جعلوا حرب غزة تمتد الى هذه الفترة الطويلة من الإبادة. و لا يختلفون عن الجمهوريون في شيء واجندة الحزبين تتصدرها إسرائيل ومصلحة وأمن إسرائيل وكل ما يتبع يصب في هذه الخانة من القائمة. وأما البقية فإنهم في دائرة الولايات المتحدة الأمريكية ولا يخرجون منها إلا بإذن. 

الوضع الفلسطيني 

لاشك ان الحالة الفلسطينية تمر في ظروف هي الأصعب بعد السابع من أكتوبر 2023 حيث دمر جيش الإحتلال البنية التحتيه للقطاع و غالبية المباني السكنية والمستشفيات والمدارس ومارس نظام الأبرتهايد على طريقته العنصرية. واستباح الضفة كيفما شاء دون رادع لكن الضفة لن تذهب بعيدا في الفوضى أو إلى تحقيق بعض التوقعات غير الدقيقة من التضخيم. فالاستهداف الإسرائيلي للضفة و ردة الفعل الفلسطينية سيبقيان ضمن الحالة الحالية لا أكثر رغم كل المحاولات التي ترغب في جر الضفة الى الفوضى. لكن الحاجة الآن تتطلب ان يدرك الشعب الفلسطيني بأن الوضع القادم يحتاج إلى التكاتف والتعاضد في مواجهة الإحتلال ضمن الإطار الوطني الحر والذي لا يتم إعارته لأحد لكي يتحكم به ويتصرف بناءً على مصلحته. والوقوف مع السلطة الشرعية في محاولة حثيثة منها على إعادة استلام المسؤولية في القطاع و إيقاف المذبحة ضد أهل غزة. وكم سيكون هذا صعبا للغاية لأن الوضع الفلسطيني الحالي الذي أوصلته حماس الى هذه الحالة معقد ويحتاج الى معجزة.

البوابة 24