تزايدت التساؤلات حول من سيتولى قيادة "حزب الله" اللبناني بعد إعلان الجيش الإسرائيلي اغتيال حسن نصر الله صباح اليوم السبت في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي بيان رسمي، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه "نجح في القضاء على حسن نصر الله، الأمين العام للحزب وأحد مؤسسيه". كما أكد البيان أنه استهدف أيضًا علي كركي، قائد جبهة الجنوب في "حزب الله"، بالإضافة إلى عدد من قادة الحزب. وذكر أن "الغارة نفذت بتوجيه استخباري دقيق على المقر المركزي لحزب الله، الذي يقع تحت الأرض أسفل مبنى سكني في الضاحية الجنوبية، خلال تواجد قيادة الحزب داخله".
من هو خليفة نصر الله؟
حتى الآن، لا توجد معلومات واضحة حول الشخص الذي سيتولى قيادة الحزب، لكن التحليلات تشير إلى هاشم صفي الدين، ابن خالة نصر الله وصهر قاسم سليماني، القائد السابق لـ"فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني. يُعتبر صفي الدين مشابهًا لنصر الله في الشكل والجوهر، وقد أُعد لخلافته منذ عام 1994. وقد انتقل من قم إلى بيروت ليتولى رئاسة المجلس التنفيذي للحزب، الذي يُعتبر بمثابة حكومته، تحت إشراف القائد الأمني السابق عماد مغنية.
صفي الدين، الذي يُعتبر "ظل" نصر الله، هو الرجل الثاني في الحزب، وقد أسندت إليه جميع الملفات اليومية الحساسة على مدار ثلاثة عقود، بينما تركت الملفات الاستراتيجية لنصر الله.
صفي الدين: الرجل الأقوى داخل "حزب الله"
ولد هاشم صفي الدين عام 1964 في بلدة دير قانون النهر بمنطقة صور جنوب لبنان، لعائلة ذات نفوذ اجتماعي وديني. وهو ابن خالة حسن نصر الله، ومنذ بداية التسعينات، تولى صفي الدين مناصب قيادية متعددة داخل "حزب الله"، لعل أبرزها رئاسة المجلس التنفيذي للحزب، الذي يُشرف على جميع الأنشطة اليومية للحزب، بما في ذلك إدارة مؤسساته وأمواله واستثماراته داخل لبنان وخارجه.
منذ أوائل التسعينات، لعب صفي الدين دورًا كبيرًا في التنظيم والإشراف على العمليات الإدارية والمالية للحزب، واعتبر "العقل المدبر" لسياساته الداخلية. كان يُدير الجناح التنفيذي للحزب، في حين احتفظ نصر الله بالإشراف على القضايا الاستراتيجية والأمنية.
العلاقة مع إيران
تربط صفي الدين علاقات وثيقة مع إيران منذ أن درس في حوزة قم، وقد ظل على تواصل دائم مع القيادة الإيرانية. تزايدت قوة هذه العلاقة عندما تزوج ابنه رضا من زينب سليماني، ابنة القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، الذي اغتيل في غارة أمريكية في بغداد عام 2020. يُعد صفي الدين جزءًا من شبكة العلاقات الإيرانية الواسعة في المنطقة، مما يجعله خيارًا منطقيًا لخلافة نصر الله.
ظهور صفي الدين في المشهد العام
على الرغم من أن صفي الدين كان لسنوات طويلة بعيدًا عن الأضواء، فإن الظروف الأمنية الصعبة المحيطة بنصر الله دفعته للظهور أكثر في الساحة العامة. وقد شُوهد خلال العديد من مناسبات الحزب، وخاصة جنازات القادة الذين قتلوا في النزاعات اللبنانية والسورية، مما رسخ دوره كلاعب رئيسي في الحزب.
إدراج على قائمة الإرهاب
صفي الدين مُدرج على قائمة الإرهاب الأمريكية منذ عام 2017، مما يعكس دوره البارز في الحزب وعلاقته الوثيقة بالأنشطة العسكرية.
مستقبل صفي الدين
مع اغتيال حسن نصر الله، سيصبح صفي الدين على الأرجح الخليفة الأبرز لقيادة "حزب الله"، نظرًا لموقعه القيادي وعلاقاته الوثيقة بإيران، فضلًا عن خبرته الطويلة في إدارة الشؤون اليومية للحزب.