بقلم منيب حمودة أبو فادي
على كل حال ... من مدينة الخيام في دير البلح دير المحبة ** أقول :: في الحروب والمعارك العسكرية قد تنقلب الأمور بين المتحاربين رأسأ على عقب بين دقيقة وأخرى !!؟؟ لكن أن ينسحب هذا الحديث على البعد الإجتماعي والثقافي والاقتصادي للشعب بين عشية وضحاها !!؟؟ من الصعوبة تصوره وحدوثه !! وكأني بثقافتنا الحضارية وموروثنا الاجتماعي كان عبارة عن قشور خارجية !؟ ولم تكن نبتة في الأعماق ؟! كان من نتائجها ما ظهر على السطح من بروز ظواهر إجتماعية ومسلكيات كنا نعتبرها ولفترة قريبة ... خارج أخلاق وعادات وتقاليد الشعب الفلسطيني !!؟؟ وللأسف باتت الموازين مقلوبة ؟؟!! فالمواطن الصادق والأمين ليس له مكان حتى على رصيف الحياة !!؟؟ وإن تساهلنا في الأمر وقلنا فترة وستمر وتعدي ؟؟؟ ونتناسى الواقع المزري !!؟؟ نمرر نظرنا على خريطة العالم العربي فنلاحظ أن القضية الفلسطينية قضية مركزية يجتمع على عدالتها ومناصرتها العربي اليساري والإسلامي والليبرالي والمستقل في حين نجد في ساحتنا الفلسطينية أن إختلاف وتعدد الرؤى السياسية ينعكس سلبا على الأداء السياسي الفلسطيني.. بل يجعلنا في حالة إرتباك مخزي !!؟؟ وصولاً إلى التشظي وإنفراط العقد الاجتماعي والثقافي والقومي والوطني لدرجة أن يتقدم الصراع والتناحر الداخلي الثانوي على الحرب مع العدو الرئيسي المشترك سالب الأرض !!؟؟ وما حالة الإشتباك والتراشق في الحوارات والنقاشات وعبر الفضائيات ومواقع التواصل إلا نقطة في بحر الأحقاد والكراهية بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد !!؟؟ على العكس من ذلك نجد أن اسرائيل توظف الاختلافات الفكرية والدينية والاجتماعية والثقافية سياسياً في تكامل وتناغم عجيب في توزيع الأدوار وحصد النتائج السياسية والعسكرية والإعلامية !!؟؟ فبرغم كل التعاطف العالمي مع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب الإبادة الجماعية على يد جيش وحكومة الإحتلال المنقولة عبر البث المباشر للقنوات الفضائية العالمية ؟؟!! نلاحظ تفوق الرواية الإسرائيلية في الساحة الغربية !!؟؟ فنحن منشغلون في صراع فئوي وحزبي وعقائدي ومصالح تتقدم على مصلحة الوطن !؟ ولا أبالغ إذا ما قلت إن جل أحزابنا ومنتسبيها ومناصريها منشغلون في سرقة ونهب المساعدات الإنسانية وتحولوا إلى تجار حروب !!؟؟ على كل حال ... لولا هذا السقوط والإنحدار في كل أشكال التعددية السياسية والفكرية والثقافية الفلسطينية وإرتباطاتها الخارجية ؟؟!! لكانت حرب الإبادة الجماعية في غزة الجسر الذي تعبر عليه قضية فلسطين إلى محطة القضية المركزية العالمية الأولى في بعدها الإنساني والحضاري والثقافي والسياسي ***** لتشكل كابوس مزعج لرأس العالم الحر ؛؛ إلى أن يضع حدأ للمظلومية الفلسطينية *** فهل تساعد فصائلنا العالم ؟؟!! أشك في ذلك من مدينة الخيام في دير البلح دير المحبة
منيب حمودة أبو فادي