بقلم: ميسون كحيل
الضربة الإسرائيلية الأخيرة على ايران حملت معها دلالات هامة تشير الى قرب النهاية، بمعنى أن الضربة عملت على عدم التصعيد، وعدم ايجاد القناعات للرد حيث هناك توجه حقيقي لإيقاف الحرب على كافة الجبهات. وفي نظرة سريعة عابرة للقارات توحي التطورات بأن الحرب على غزة أوشكت على الدخول في منحنى التهدئة وفق بنود واجراءات ستفرض على الجميع خاصة حركة حماس التي ستقدم على تقديم تنازلات تتعلق خاصة في الأسرى الإسرائيليين. أما الجبهة اللبنانية فستعمل اسرائيل خلال الأيام القليلة القادمة على تثبيت موطىء قدم لها على الأرض مما يساهم في محاولة فرض شروطها على الرغم أن حزب الله سبق وان اعلن عن تنازلات تتعلق بشروط وقف الحرب. ومن الطبيعي جدا ان تحدث مفاجآت حسب مجريات الأمور و تطوراتها؛ إضافة الى ما يمكن ان تظهر عليه بعض النتائج الأولية للإنتخابات التي ستجري في الولايات المتحدة الأمريكية.
ملخص القول أن هناك بوادر تشير الى اتفاقات ستجري بين جميع الأطراف لإيقاف الحرب على كل الجبهات لكنها حتما لن تكون نهائية وحاسمة ومرتبطة بعدة عوامل و مواقف واجراءات تخص جميع الاطراف أيضا. وبالتفرع من هذا الموضوع لا بد من التأكيد بأن جميع دول العالم أمام اختبار حقيقي بعد عام من فوضى الحروب التي بدأت في استهداف غزة، واستكمال مسرحيات الضربات العسكرية والضربات المتبادلة بين اسرائيل وايران مروراً بالحرب على لبنان، فقد أنتجت هذه الحرب نتائج هامة لا تتعلق بالشأن العسكري وإن كان متصدرا لما يجري في جميع الجبهات.
الاختبار المقصود والحقيقي هنا يكمن في النظرة الجديدة للقانون الدولي والمؤسسات الدولية التي عجزت عن القيام بعملها، وغياب دورها وعدم قدرتها على مواجهة إسرائيل أو تنفيذ قرارت تخالف الممارسات الإسرائيلية، فالأمم المتحدة تجمد دورها ولم تعد قادرة على تنفيذ قراراتها و توجهاتها، وظهرت انها عاجزة تماما على ايقاف الحرب أو تقديم ما يساعد على عدم تطورها و تصاعدها. و تم تغييب محكمة العدل الدولية والتقليل من وجودها ومكانتها، وتم حصر اعمالها بما تقرره بعض الدول المهيمنة وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية التي تفرض على المحكمة الدولية ليس تنفيذ القانون الذي تؤمن وتلتزم به بل ما يصب في مصلحة إسرائيل ومصلحتها.
حقا العالم الآن مطالب بوضع النقاط على الحروف والعمل على تحديد شكل العالم بدلا من استمرار الهيمنة الأمريكية على السياسة والقانون الدوليان و إيجاد السبل الكفيلة لردع دولة اسرائيل من القيام بتجاوز القانون والشرائع الدولية والانسانية دون ادنى اعتبار للمؤسسات الدولية وإلا على الدنيا السلام.
كاتم الصوت: إذا في ذرة فهم يتم اتخاذ قرار انهاء والغاء ما يسمى جامعة الدول العربية. ليس لها لزوم ومصاريف على الفاضي خاصة وان دورها الرئيسي في دعم موقف امريكا لنيل الاجماع ضد دولة عضو فيها وليس اكثر.
كلام في سرك: لا تزال حماس تحاول فرض شروطها على الواقع الفلسطيني! خلص بكفي.
رسالة: ماذا انتم فاعلون بعد انتهاء الحرب؟ المعاناة الكبرى ستبدأ! الشعب أولا. احتفظ بالأسماء