بقلم/ إحسان بدرة .
صحفي وناشط سياسي
قراءة تحليلية ...... في صبيحة السابع من أكتوبر 2023 أفاق أبناء قطاع غزة على حدث أمني خطير حدث في منطقة ما يعرف بغلاف غزة حيث تم الهجوم البري من عناصر حماس وفصائل العمل الوطني عرفت. بعملية طوفان الأقصى وجاء الرد الإسرائيلي بإعلان الحرب على غزة عرفت بحرب إبادة جماعية نتج عنها قتل وإصابة مئات الألاف من أبناء القطاع وتدمير البنية التحتية وانعدام كل منظومات الحياة في قطاع غزة. وبعد عام من ما حصل ومازال مستمر في قطاع غزة وجب قراءة هذا المشهد ........ تحليلية وفق معايير _-^-_ هناك مَقولة شَهيرة في الحقل السياسي تقول ؛- 《 أن الحرب هي إمتداد للسياسة، لكن بوسائل، وأدوات عنيفة، وخَشنة 》 وهذا يعني أن العمل العسكري يجب أن يحقق هدف أو مجموعة أهداف سياسية بالقوة التي من أجلها قامت الحرب. أو بمعنى آخر؛_^_ المقاومة تزرع .. والسياسية. تحصد. ولا تتحقق الإنتصارات، كما يعتقد البعض بالشجاعة، وبالأعمال البطولية، الفردية، أو الجماعية، ولا بحجم التضحيات المقدمة، أو بقاء السلطة الحاكمة، مسيطرة على حكم البلاد، والعباد. أهداف طوفان ثلاثة أهداف رئيسية حددها حماس وإضافة لأهداف فرعية تحت مسمى تبيض السجون التحرير 1_ الإفراج عن جميع الأسرى في السجون الإسرائيلية 2_ إيقاف حملات الإقتحام المتكررة للمسجد الأقصى التي قادها المتطرف بن غفير، وأتباعه، 3_ منع هدم المسجد الأقصى، وإعادة بناء الهيكل الثالث مكانه، كما يزعم أتباع الصهيونية الدينية، وعلى رأسهم بن غفير، وسموترتش، وغيرهم من غلاة اليمين المتطرف. 4 _ رفع الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة منذ ما يزيد عن سبعة عشر عاماً. 5 _ إعتبار عملية طوفان الأقصى خطوة أولى في الطريق لتحرير فلسطين من نهرها إلى بحرها. وبعد مرور عاما والدخول في العام الثاني من الحرب لم يتحقق أي هدف من الأهداف المعلنة والذي تحقق عكس الأهداف .....!!!!!. لتبيض السجون بل زاد عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية بما يزيد عن عشرة آلاف معتقل جديد . وهذا خلقة معضلة جديدة في عملية تفاوض مستقبلية لتحرير الأسرى خاسرة. أما في مسألة اقتحام الأقصى كانت الاقتحامات كل اسبوع وبأعداد محدودة واليوم وبعد طوفان الأقصى أصبحت الاقتحامات يوميا وبأعداد كبيرة وإضافة لزيارة الحفريات تحت المسجد الأقصى ذلك تمهيدا لهدم الأقصى واقامة هيكل سليمان المزعوم الثالث. وإضافة لذلك حملة الاستيطانوالجارية في الضفة الغربية بشكل غير مسبوق. أما قطاع غزة الذي هو مربط الفرس وصاحب عملية طوفان الأقصى المحرر حسب تصريحات قادة حماس في الفترات السابقة أصبح القطاع من شماله إلى جنوبه تحت الاحتلال العسكري المباشر وبعد أن تم فصل شماله عن جنوبه . وكذلك تم احتلال وتدمير معبر رفح البري والسيطرة على ممر صلاح الدين " فلادليفا" الحدودي الفاصل بين مصر وغزة من القوات الإسرائيلية وبذلك تم احكام الحصار على كل قطاع غزة من جميع الجهات. فأهداف عملية طوفان الأقصى تحولت لنتائج مباشرة حيث تم تدمير قطاع غزة بشكل كامل ولم تبقى إسرائيل شى من مقومات الحياة إلا ودمرته بشكل تام وبطوفان الأقصى تم أعادة قطاع غزة لما قبل خمسين عاما للوراء . بفضل طوفان الأقصى ؛_^_ إستشهاد، وفقد ما يزيد عن 52000 إنسان، معظمهم من المدنيين، وجرح وإصابة حوالي 100 الف إنسان أغلبهم من المدنيين. النتيجة المباشرة لطوفان الأقصى ؛_^_^ تهجير معظم سكان قطاع غزة داخل غزة وخارجها من ديارهم بعد تدميرها وأصبح يعيش معظمهم في خيام لا تحمي من حر الصيفة ولا من برد الشتاء . وبالمقابل فالمعضلة بعد إن قدر للنازحين العودة لن يجدوا منازل ولا مدارس ولا مستشفيات ولا حياة فغزة بعد الحرب لا ماضى ولا مستقبل كل شئ يكون راح مع غبار الدمار ورائحة الموت ... ونتيجة الحرب وطوفان الأقصى على إسرائيل المجتمع الإسرائيلي قبل الحرب كان يعاني من انقسام غير مسبوق كاد هذا الانقسام يؤدي لحرب أهلية داخل إسرئيل بسبب سعي حكومة اليمين المتطرف إلى تغيير منظومة القضاء، وتقزيم صلاحية محكمة العدل العليا ألتي طالما تغنت إسرائيل بها، وبعدالة وإستقلال القضاء... نتنياهو قبل كان شخصية منوذة ومهند بالسجن بتهم الفساد وخيانة الأمانة وبفضل الطوفان أصبح نتنياهو ملك إسرائيل غير المتوج. صحيح أن إسرائيل لم تنجح فى تنفيذ سينارويو تهجير سكان القطاع بالقوة إلى سيناء كما كان مخطط نتيجة توازنات دولية وإقليمية ولكنها بالمقابل أستطاعت تعبيد طريق واسع "أوتستراد" للهجرة الطوعية في المستقبل، التي سوف تتسارع خطواتها بعد أن تنتهي الحرب، خصوصا عندما يتم تقديم تسهيلات من بعض الدول الغربية، وكل من كندا وأستراليا كما هو متوقع. وبهذا يكون قد تم عمليا القضاء مبدأ تعزيز الصمود والثبات والتمسك بالوطن وعدم الهجرة وبهذا النهج تكون إسرائيل قد ضربنا ضربة قاضية للبعد الديمغرافي ودوره في حسم الصراع. ونتيجة استمرار الحرب وغياب القانون وانتشار الفوضى إضافة إلى انتسار عصابات السرقة المنطمة في كل الأمكنة. تم تدمير النطام البيئي الهش الذي كان يعاني منه الناس، حيث يوجد اليوم ملايين الأطنان من مخلفات البناء الملوث ببقايا القنابل غير المنفجرة، وبقايا الفسفور الأبيض، واليورانيوم المنضب إضافة إلى آلاف الجثث وأشلاء الشهداء التي لم يتم إنتشالها، وهذا سوف يؤدي إلى تلوث التربة، والمياه، إنتشار العديد من الأمراض، والأوبئة. تقييم المشهد حماس في هذا المشهد خاضت المعركة بمنطق الاقتحام والتوغل لمستوطنات غلاف غزة المؤقت والقصير وينتهي خلال أيام أو ساعات معدودة هذا طبعا على خلاف مفهوم الحرب المعلنة من إسرائيل والتي يتم التخطيط لها. مسبقا وبعناية وأحذ كافة الاحتياجات والاحتياطات.والحاذير وكافة الاحتمالات في الحسبان وعادة الحروب تستمر مدة طويلة لشعور وربما سنوات كما هو حاصل اليوم. حقيقا لقد كان ما يسمى بعملية طوفان الأقصى خطوة غير محسوبة النتائج وتتمت عن جهل في قراءة التوازنات الدولية والاقليمية وردة فعل إسرائي وكذلك موقف الأنظمة والحكومات العربية المتخاذل والمتآمر وكأنه تصفية حساب مع حركة حماس بسبب موقف ها من بعض الدول العربية . وأيضا موقف الأمة الإسلامية المتخيلة، الغائبة تماما عن الفعل. والأهم في هذا المشهد هو بالنسبة لحماس صاحبة قرار المواجهة والهجوم عد تحضير الجبهة الداخلية وتوعية الشعب في قطاع غزة بل تركهم يواجهون مصيرهم وحدهم بلا مأوى وبلا طعام أو ماء أو علاج يكفيهم لعدة شهور ودعت توفير مخزون استراتيجي يكفي مدة ستة شهور وتبين كذبها وأن المخزون لا يكفيوسوى عدة أيام. وكذلك خطأ حماس الاستراتيجي الرهان المبالغ فيه على ما يسمى وحدة الساحات وتأثير ذلك على نتائج الحرب والذي لم يحصل ولم يكن له أثر ولا تأثير على ما جرى. وبعد هذه النتائج الكاريثة وسوء التقدير لعملية الطوفان والحرب بالتأكيد يوجد إنجازات ونتائج إيجابية. ..... من وجهة نظر حماس قد تحقق إنجازات ٠- تم وضع القضية الفلسطينية على جدول أعمال العالم بعد أن نسيها الجميع. - تم إيقاف تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل، وتم ذكر المملكة العربية السعودية بالتحديد - تم ضرب مفهوم الأمن، كذلك العقيدة الأمنية في إسرائيل في الصميم فطالما تحدثت إسرائيل عن الجيش الذي لا يقهر، الذي تم ضربه لأول مرة في عقر داره، وليس خارجها كما كان يحدث في كل مرة. - تم إتخاذ عدة قرارات هامة لصالح القضية الفلسطينية منها: - قبول عضوية فلسطين كعضو كامل في الجمعية العامة لها صلاحيات المناقشه، وتقديم الإحاطات، والطلبات... الخ... - تم إتخاذ قرار هام في محكمة العدل الدولية، الذي يؤكد عدم شرعية إحتلال إسرائيل عام 1967 لكل من الضفة الغربية، والقدس، وغزة، - تم إصدار مذكرة مذكرة إعتقال بحق كل من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يواف غلانت. هذا ما تم ذكره من إنجازات من وجهة نظر قادة حماس. السؤال الهام الذي يقفز إلى ذهن اي منا: وهل تستحق هذه الإنجازات هذا الكم من التضحيات؟ مع العلم أن القضية الفلسطينية وضعت أكثر من مرة كأولوية على جدول أعمال العالم حصل هذا: - في الإنتفاضة الأولى، والثانية، وبعد حرب الخليج الثانية بدون تقديم كل هذه التضحيات، - أما في ما يتعلق بالرأي الإستشاري لمحكمة العدل الدولية، فقد تم ذلك بناء على طلب مقدم من الجمعية العامة للمحكمة تطلب فيه رأيها القانوني لإحتلال الضفة وغزة، قبل ما يزيد عن سنة، - كذلك مذكرة الإعتقال الصادرة من الجنايات الدولية جاءت بعد تأخير كبير حيث تم تقديم طلب مدعوم بكم هائل من المعلومات، والوثائق التي تدين إسرائيل من السلطة الوطنية الفلسطينية، وبعض المنظمات الأهلية الفلسطينية، والدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان منذ عام 2014، ولم يشر قادة حماس إلى مدكرات الإعتقال لكل من المرحوم إسماعيل هنية، ومحمد الضيف، والسنوار. - اما بالنسبة لقبول عضوية فلسطين كعضو كامل في الجمعية العامة فقد جاء كتطور طبيعي، بعد أن تم قبولها عضو مراقب منذ عدة سنوات، كتعبير عن رفض معظم دول العالم على إستخدم الولايات المتحدة الأمريكية، حق النقض الفيتو أكثر من مره ضد قبول دولة فلسطين عضو في الأمم المتحدة، أسوة بدول العالم الأخرى. وأما التأثير المستقبلي على القضية الفلسطينية بسبب عملية طوفان الأقصى بناء على هذه النتائج الكاريثة ستصبح نتائج أي تسوية سياسية للقضية الفلسطينية في المستقبل أسوء من أي وقت مضى وسوف يتم نقل القضية إلى واقع أشد مرارة وسوء مما كانت عليه قبل.
7/10/2023