حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم السبت، من أن الوضع في شمال قطاع غزة "كارثي"، في ظل محاولات جيش الاحتلال الإسرائيلي لإفراغ المنطقة من ساكنيها من خلال الإخلاء والتهجير القسري.
وفي منشور على منصة "إكس"، أشار غيبريسوس إلى أن الهجمات الإسرائيلية المكثفة تستهدف المرافق الصحية، التي يعاني الوصول إليها من قيود شديدة. وأبرز نقص الإمدادات الطبية الحيوية، مما يحرم السكان من "الرعاية المنقذة للحياة".
وأوضح غيبريسوس أن "انتهاء الحصار الإسرائيلي على مستشفى كمال عدوان جاء بتكلفة باهظة"، لافتًا إلى أنه بعد احتجاز الاحتلال لـ44 من موظفي المستشفى، لم يتبقَ سوى الموظفات ومدير المستشفى وطبيب واحد لرعاية نحو 200 مريض "يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة".
وأشار إلى أن المنظومة الصحية في غزة تعرضت لهجمات إسرائيلية منذ أكثر من عام، واصفًا التقارير حول وضع المستشفيات والإمدادات الطبية بأنها "مفجعة". وأكد أن الطريقة الوحيدة لضمان أمن ما تبقى من المنشآت الصحية في غزة هي "وقف عاجل وغير مشروط لإطلاق النار".
في وقت سابق اليوم، أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال انسحبت من مستشفى الشهيد كمال عدوان شمال غزة، مخلفةً شهداء وجرحى ودمارًا واسعًا داخله وخارجه بعد اقتحامه يوم الجمعة.
وتتعرض محافظة شمال قطاع غزة لإبادة وتطهير عرقي لليوم 22 على التوالي على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، مع استمرار اجتياحها البري وقصفها العنيف لمناطق مختلفة في المحافظة، بالتزامن مع محاولاتها لإفراغ المنطقة من ساكنيها.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة أسفرت عن أكثر من 143 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود. وتعيش المنطقة أوضاعًا إنسانية كارثية، حيث أدى الدمار والمجاعة إلى وفاة العشرات من الأطفال وكبار السن.
ورغم ذلك، تواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلةً قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.
