بقلم/إحسان بدرة
صحفي وناشط سياسي
بعد أشهر سوف يعتلي ترامب الفائز بالانتخابات الأمريكية رئاسة الولايات الأمريكة المتحدة وهذا الأمر يتطلب موقف فلسطيني وعربي موحد بدعم دولي واقليمي بحيث تكون له نتائج على حل القضية الفلسطينية وهذايتطلب اتخاذ خطوات لمواجهة سياسات أمريكا في المرحلة القادمة وخاصة إزاء القضية الفلسطينية ......... ؟؟؟ !!!!!!! رغم أن سياسية الولايات المتحدة متمثلة بشخصية ترامب الداعم والمنحاز لإسرائيل إلا أن الضغط السياسي والدبلوماسي والتحالف العربي والإسلامي مع دول أوروبا والصين وروسياقد يفرض عليه تحديات جديدة تجبره على تغير مواقفه تجاه الشرق الأوسط وقضاياه وخاصة القضية الفلسطينية لما لها من تأثير على مجل السياسات الدولية والعالمية . وهذه الخطوات لمواجهة ترامب وسياسته يجب أن تكون على عدة مستويات ☆☆ على الرأي العام الدولي وضغط المجتمع الدولي: يكون هذا التأثير على موقف ومصداقية الولايات المتحدة الأمريكية من خلال توحيد المواقف العربية مع دعم دولي ينادي بحل الدولين على أساس قرارات الشرعية الدولية .. وهذا قد يشكك في حياد الولايات الأمريكية المتحدة ويضمها تحت ضغط دولي مما قد يدفع الإدارة الأمريكية وتراقب لتخفيف المواقف المشددة خوفا من عزلة الولايات المتحدة الأمريكية بلوماسية. ☆☆ على الرأي العام الأمريكي : معروف أن الرأي العالم الأمريكي يتأثر بالتوجهات العالمية وضغط الحلفاء ما قد يجعل بعض فئات المجتمع الأمريكي تعيد التفكير في دعم سياسات ترامب الأحادية، خاصةً إذا قدم الفلسطينيون رؤية إيجابية لحل الدولتين كحل سلمي وعادل. ☆☆على الاقتصاد والسياسة وهذا يكون بالضغط الاقتصادي السياسي من قبل الأنظمة العربية وخاصة دول الخليج العربي والتي تملك أوراق ضغط اقتصادية وسياسية قوية حيث أن هذه الدولة تمثل حليفا اقتصاديا استراتيجيا للولايات المتحدة الأمريكية..... وموقف موحد في هذا الاتجاه يدفع ترامب لإعادة النظر في سياسات. وخاصة إذا أوصلت هذه الدول رسالة واضحة بأن استمرار الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل قد يضر بالعلاقات العربية-الأمريكية. ☆☆على مستوى التعاون الدولي يكون هذا بالتعاون مع دول أوروبية ومؤسسات دولية: انضمام الاتحاد الأوروبي إلى هذا الموقف الموحد يضفي عليه قوة إضافية، حيث يعارض الاتحاد الأوروبي الاستيطان ويدعم حل الدولتين، مما يمكن أن يولد ضغطًا كبيرًا على ترامب. ايضا العمل من خلال الأمم المتحدة والمحافل الدولية قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة: إذا تمكنت الدول العربية من حشد دعم دولي في الأمم المتحدة، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من القرارات التي ترفض السياسات الأمريكية، مما قد يضعف موقف ترامب. الضغط عبر المؤسسات الدولية: مؤسسات مثل محكمة العدل الدولية يمكن أن تلعب دورًا في تأكيد عدم قانونية الاحتلال والاستيطان، مما يضع المزيد من الضغط على الإدارة الأمريكية لمراعاة القانون الدولي. ☆☆ على المستوى الإعلامي الدولي فالاعلام له فعالية على تغيير الوعي لدى الشعوب وعلى تغيير المواقف السياسية للدول وعلى الفلسطينيين وداعميهم العرب في هذا المجال الاستفادة من وسائل الإعلام العالمية لتعزيز روايتهم، مما يزيد من الضغط الشعبي والدبلوماسي على ترامب، ويُعقد مهمته في دعم السياسات الإسرائيلية دون النظر للرأي العام العالمي. ☆☆ على العلاقات الإقليمية هنا لا بد من استغلال رغبة ترامب في تعزيز التحالفات ضد قوي اقليمية أخرى فالدول العربية ممكن أن تربط تحالفها وتعاونوا الأمني والاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية بمدى استجابة وقبول ترامب للبدء حل الدولتين وذلك من خلال دعم وتقديم مبادرة سلام مقبولة دوليا استغلال رغبة ترامب في تعزيز التحالفات ضد قوى إقليمية أخرى: الدول العربية يمكن أن تربط تعاونها الأمني والاستراتيجي مع الولايات المتحدة بمدى استجابة ترامب لحل الدولتين. ومن ثم تقديم مبادرة سلام مقبولة دوليًا: ومن هنا تأتي اهمية إعادة طرح مبادرة السلام العربية: إعادة التأكيد على مبادرة السلام العربية لعام 2002 قد يكون لها تأثير إيجابي، حيث تضمن الاعتراف بإسرائيل مقابل الانسحاب من الأراضي المحتلة. طرح هذه المبادرة مجددًا سيضع ترامب في موقف صعب إذا ما واصل تجاهلها، خاصة إذا دعمتها قوى دولية كبرى ونظرا لاحتمال أن يظل ترامب ثابت في بعض مواقفه لا بد بمواجهته بموقف فلسطيني فلسطيني بدعم دولة لإبراز روية فلسطينية موحدة ويكون ذلك بتقوية الموقف الفلسطيني الداخلي: موقف فلسطيني موحد وثابت، خاصة إذا نتج عن مصالحة حقيقية بين الفصائل الفلسطينية، سيعطي الفلسطينيين مصداقية أكبر في المحافل الدولية. ويجعل من الصعب تجاهل مطالبهم، خاصة إذا كانت مدعومة من الدول العربية ودول كبرى. وكذلك الموقف العربي الموحد والمدعوم دولياة قد لا يؤدي لتغيير كامل في سياساته، ولكنه قد يدفعه على الأقل لتبني مواقف أقل تطرفًا، أو ربما دفع الإدارة الأمريكية نحو تخفيف دعمها غير المشروط لإسرائيل، ما يفتح نافذة جديدة أمام القضية الفلسطينية.