البوابة 24 البوابة 24

لولا دمنا لما كان لنا دبلوماسية فلسطينية

بقلم: محمد قاروط ابو رحمه

يكتب البعض معلقا على قرارات المحكمة الجنائية الدولية المتعلقة باتهام نتنياهو وغالانت وإصدار مذكرة اعتقال بحقهم انه نتيجة عمل دبلوماسي فلسطيني بدون قطرة دم. 

وكتب البعض يمجد شخص فلان او علان.

 يبدوا لي أن هؤلاء الاخوة بحاجة إلى تنشيط ذاكرتهم قليلا.

المنتصر في  الحرب العالمية الأولى فرض على المنطقة التجزئة سايس بيكو عام١٩١٦  واعلان بلفور الذي أسس لدولة المشروع الغربي الصهيوني في فلسطين عام ١٩١٧.

في التجزئة لم تكن فلسطين موجودة. غيبت ولم تذكر في اتفاقية سايس بيكو.

عندما لا تذكر فلسطين هذا يعني انه لا يوجد شعب اسمه الشعب الفلسطيني.

ناضل الشعب الفلسطيني  بعد الحرب العالمية الأولى نضالا متواصل للدفاع عن نفسه ووجوده وارضه.

القرارت الدولية رقم ١٨١ و١٩٤ اقرت بوجود الشعب الفلسطيني بطريقة ملتوية حيث جاء في القرار ١٨١ قرار التقسيم بأنه تقسم ارض فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية. 

وهنا لم يذكر الشعب الفلسطيني لكن ذكرت فلسطين كاسم لارض ذات حدود معروفة.

كما لم يذكر قرار ١٩٤ الخاص بعودة اللاجئين الى مدنهم وقراهم التي هجروا منها فلسطين او الشعب الفلسطيني 


ادركت الشخصيات الوطنية الفلسطينية انه بدون ان يكون للشعب الفلسطيني اطارا يمثله فسيبقى في العرف والقانون الدولي غير موجود. 

لذلك كانت منظمة التحرير الفلسطينية.

لقد دفع الشعب الفلسطيني آلاف الشهداء والجرحى  وعشرات آلاف الأسرى وخاض معارك طاحنة في كل الاتجاهات والمجالات والساحات ومن ضمنها الحروب والمعارك والعمليات الفدائية ثمنا لانتزاع اعتراف عربي اولا بمنظمة التحرير الفلسطينية، ممثل شرعي ووحيد للشعب العربي الفلسطيني.

كان الاعتراف العربي بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثل للشعب الفلسطيني في قمة الرباط عام ١٩٧٤ مغمس بدمنا، لكنه كان حجر الأساس للانطلاق نحو اعتراف إسلامي دولي بالشعب الفلسطيني كشعب له قيادة تعبر عن طوحاته واهدافه.

لم تكن الدبلوماسية الفلسطينية وليدة اللحظة، ولم تكن وزارة الخارجية الفلسطينية نتاج أوسلو. انها امتداد لأكثر من ١٠٠ عام من النضال سمحت لنا ببناء دبلوماسية يلبس فيها الدبلوماسي ربطة عنق على بدلة جميلة يزينها علم فلسطين ونفتخر بذلك.

اكثر من ١٠٠ عام نضال وشهداء وجرحى واسرى ثمنا لكل سفارة وكل سفير يمثل الشعب الفلسطيني.

الدبلوماسية الفلسطينية التي قادت فريقا للنضال القانوني في محكمة الجنايات الدولية مدعومة من كل الاحرار والشرفاء في العالم لم تكن لتكون لولا دماء شعبنا وامتنا واحرار العالم ودعمهم.

قرارات المحكمة الجنائية الدولية هي نتاج نضال إنساني فلسطيني عربي عالمي ضد المتوحشين أعداء الإنسانية، إنه نضال من أجل كرامتنا.
 انه نضال من أجل كرامة الانسان في كل مكان وزمان.

كل ربطة عنق ثمنها دمنا.
كل سفارة ثمنها دمنا
كل وزارة ثمنها دمنا
كل جهاز أمني ثمنه دمنا.

ليس لاحد فضل علينا كائن من كان. 

فقط هم الشهداء والجرحى والاسرى وعائلاتهم لهم الفضل علينا كلنا. 

ولا احد اكبر من فلسطين. 

كلنا يجب أن نتواضع حتى تسموا فلسطين.
حتى يسموا الشعب العربي الفلسطيني.
المجد فقط للشهداء والجرحى والاسرى وعائلاتهم.

كل انجاز حققناه بدمنا، لكننا نقدم الشكر للذين تمكنوا من تحويل دمنا إلى انتصارات متراكمة

لن ننسى شهداء الدبلوماسية الفلسطينية من السرطاوي إلى سعيد حمامي كما لن ننسى شهداء الفكر والثقافة من غسان كنفاني إلى ماجد ابو شرار

وقوائم الشهداء لا حصر لها رحمهم الله رحمه واسعة

البوابة 24