جبريل الرجوب روى عطشنا

ميسون كحيل
ميسون كحيل

بقلم: ميسون كحيل

سيادة الفريق جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، فجّر القهر الكامن في قلوبنا منذ فترة بسبب المعلومات التي كانت تشير إلى لقاءات واتفاقات بين فتح وحماس لإدارة قطاع غزة. وقد كتبت مقالًا سابقًا في هذا الشأن حمل عنوان "الجسر" بتاريخ الثامن من أكتوبر 2024، ويمكن العودة إليه لقراءته من خلال الرابط التالي، لقد تم الإشارة في ذلك المقال إلى عدد من الأحداث التي انتهجتها حركة حماس والتصرفات التي قامت بها لتشكل جسرًا لها عبر حركة فتح. ومؤخرًا، تم التركيز على ما يسمى "اللجنة" وما يشاع حول اتفاق جارٍ بينهما على إدارة قطاع غزة بعد توقف الحرب، وكأن فتح هنا تمنح صك غفران لكل الآثام التي قامت بها حركة حماس.

لقد وضع سيادة الفريق النقاط على الحروف وأوضح الطريق الصحيح المطلوب في هذه الظروف والأوضاع بدلًا من لجنة لإدارة قطاع غزة بعد نهاية الحرب. إذا انتهت!! فلجنة إيش على رأي الفريق الرجوب، التي يتم البحث عن تشكيلها بتوافق فتح وحماس، يعني فعليًا استمرار السلطة في الخطأ وتأكيد من حماس على بقاء الانقسام واستمرار غزة وشعبها رهينة.

إن من يمتلك النيات الصادقة في إنقاذ الشعب من ويلات الحرب وتجنيب الناس الدمار المميت لا يضع مصالح الحزب أولوية على حساب القضية ومستقبلها وسلامة الشعب الذي يتعرض لأبشع أنواع الإبادة. لقد كانت الفرص ممكنة ومتاحة منذ بداية الحرب على غزة، لكن حماس فضلت بقاء سيطرتها على قطاع غزة وتخلت عن الأرض والشعب من أجل ذلك. والآن لا يجوز استمرارها على هذا النهج ولا السير معها وكأنها لم ترتكب الأخطاء ولم تضر بالقضية من أجل حركتها، ولم تمنح الاحتلال إعادة احتلاله.

لقد أخطأت فتح إن صدقت المعلومات حول اللجنة! وصدق الفريق الرجوب في رؤيته ورأيه. وعلى حركة فتح أن تتبنى موقف الفريق الرجوب، وعلى حماس أن تعلن على لسان أي من قادتها في الخارج موافقتها دون تردد على ما أعلن عنه الرجوب، لما يحمله من صدق للموقف الوطني الذي يكمن في الإعلان عن تسليم زمام الأمور إلى السلطة والحكومة بدلًا من الاستمرار في مسرحية الصمود والقضاء على من تبقى من الأرض والشعب. وهو القرار الذي كانت حماس قد تهربت منه ورفضته من البداية وأوصل القطاع إلى ما هو عليه الآن، وتحاول الآن تمريره عن طريق اللجنة المشتركة بأهداف مبطنة. لجنة إيش؟ صدق الفريق جبريل الرجوب وروى عطشنا.

كاتم الصوت: رغم الكارثة، لا تزال حماس كأنها كبسة العداد التي لا يهمها الرقم!!!

كلام في سرك: لم يعد ممكنًا الصمت عن فكرة تقاسم الكيكة، وتصريحات الرجوب يجب أن تكون الموقف الرسمي لفتح.

رسالة: الظروف والتوقيت والأوضاع من حولنا لا تسمح باستمرار نهجكم. احتفظ بالأسماء

البوابة 24