في ظل تطور التكنولوجيا في العالم يومًا بعد يوم، وانتشار العديد من التطبيقات الملونة والجذابة، أصبحت الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث يقضي العديد منا ما يقرب من ربع حياتنا في التفاعل معها، ولاسيما مع إدمان استخدام منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن فريق من علماء النفس السبب وراء هذا الإدمان، مشيرًا إلى الطريقة تصميم التطبيقات الشهيرة مثل "واتس آب" و"إنستجرام" وX وSpotify، لتصبح جذابة بشكل يجعلنا نستخدمها بشكل أكبر مما ندرك بل تصل إلى الإدمان.
كما كشفت "الأبحاث"، أن هذه التطبيقات تستغل مبدأ "النقر على الأزرار"، وهو سلوك فطري بدأنا فيه منذ طفولتنا، حيث تحاكي هذه التطبيقات حاجة الإنسان الفطرية للضغط على الأزرار أو العناصر التفاعلية، على سبيل المثال، تم تصميم تطبيقات مثل "واتس آب" و"إنستجرام" و"ماسنجر" لتشبه الأزرار، مما يحفزنا على الضغط عليها بشكل تلقائي.
الرغبة في النقر على الأيقونات
وفي هذا الإطار، اوضحت خبيرة الصحة الرقمية ومديرة معهد Consciously Digital، الدكتورة أنستازيا ديديوكينا، أن "الرموز الجذابة مثل الأشكال المستديرة والتظليل تجعلنا نرغب في النقر على الأيقونات، ما يرفع من فرص استخدام التطبيق".
وأردفت "الخبيرة"، أن الأيقونات مثل الحرف "F" في "فيسبوك" تظهر في مربع مستدير، ما يجذب المستخدمين للنقر عليها. في تطبيق أمازون، يتم استخدام السهم المبتسم كرمز ودود يتماشى مع موضوع التسليم، بينما في "إنستغرام"، يثير رمز الكاميرا الحنين إلى الماضي ويشجع على التفاعل.
أما بالنسبة لتطبيق "إكس"، الذي أطلقه الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، فقد تم تصميمه ليتضمن على رمز X كبير ينجذب إليه المستخدمون، كأنه مهبط للطائرات الهليكوبتر، وبهذا التصميم، إلى جانب الرموز الأخرى التي تتبع المبدأ نفسه، يهدف إلى جذب انتباه المستخدمين بشكل متكرر.
الرموز المألوفة تحفز التفاعل
ومن جهتها، أكدت الدكتورة داريا جيه كوس، أستاذة علم النفس في جامعة نوتنغهام ترينت، أن هذه التطبيقات تستخدم رموزًا وأيقونات مألوفة، مما يجعلها أكثر بروزًا في أذهاننا ويزيد من احتمالية تفاعلنا معها.
كما أشارت الدكتور غاي أولسون، الباحث في علم النفس بجامعة ماكغيل في كندا، أن هناك الكثير من الشركات تجري اختبارات لتحديد الأيقونات الأكثر جذبًا للمستخدمين من أجل زيادة التنزيلات.
تصاميم مدروسة
وفي السياق ذاته، يرى العلماء أن هذه التصاميم ليست مجرد صدفة، بل هي استراتيجيات مدروسة تهدف إلى إثارة الرغبة في النقر على الرموز، وهي سلوك فطري يعود إلى مراحل الطفولة، حتى عندما نعلم أنه لا يجب الضغط عليها.
ولفتت الأستاذة راشيل بلوتنيك من جامعة إنديانا بلومينغتون، إلى أن "الأزرار تشجع على الاستخدام"، موضحة أن الضغط على الأزرار يرتبط دائمًا بالمتعة والإشباع الفوري، مما يجعل هذه التطبيقات أكثر إدمانًا.
في الآونة الأخيرة، ربطت دراسة نشرت في المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة بين الاستخدام المفرط للهواتف الذكية والإرهاق، كما توضح الدراسات كيف أصبحت تطبيقات الهواتف جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، حيث لا تقتصر فوائدها على الاتصال والترفيه فحسب، بل تساهم في زيادة الاستهلاك الرقمي، مما يجعلنا ندمن النقر على الأزرار والمشاركة بشكل غير واعٍ.